دأب الشاعر عبد الغني فوزي على متابعة فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه، حول علاقته بالمعرض، وحول مستقبل الكتاب الورقي في ظل هيمنة الثقافة الرقمية، وتصوره الخاص لما يجب أن يكون عليه موعد ثقافي سنوي من هذا الحجم. ماذا يشكل بالنسبة إليك المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، وكيف تفضل أن يكون، من حيث التنظيم والإعداد والبرمجة؟ المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء حدث ثقافي بارز، لكن حلته أي الشكل الذي يقدم به من حيث التنظيم والبرمجة يتغير ببطء دون تجاوز للأعطاب المتنوعة، منها طغيان الطابع التجاري. لهذا فالتخفيضات تكون ضئيلة، أضف إلى ذلك الصخب المحيط باللقاءات التي تقام داخل المعرض، دون أن نميط اللثام عن تذاكر الدخول التي تجعل الكتاب بعيدا دوما. أما البرمجة فإنها لا تقدم تمثيلية حقيقية لعموم المغرب. كأن الكتاب بالبيضاء والرباط فقط . هو ما يؤكد التمركز ومحاولة امتصاص غضب من يصرخ أكثر. لأن الجمعيات التي تصوغ البرمجة بدورها تحمل أعطابا كثيرة. وبالتالي، فالاشتغال يتم بشكل قبلي. في هذه الحالة تكون الثقافة مجرد ذريعة للادعاء والتهافت.. ويبقى السؤال: هل يساهم هذا المعرض في التعبير عن السؤال الثقافي وانتظاراته اليوم؟ ما هي طبيعة مشاركتك في هذه الدورة؟ لا مشاركة لي في هذه الدورة، كما أن لا إصدار لي هذه السنة، لأن الإصدارات متسارعة في غياب تام لثقافة الكتاب في الإيصال، في الإعلان، في الصحف، في كل الوسائط. كأن الكل يحارب الكتاب بالادعاء وتبادل الصور. لهذا وذاك، سألوذ بحافتي وأمشي مشدودا لأفقي، أغذيه بهدوء في المعرفة والتصور. هل تتصور استمرارية وجود الكتاب الورقي في ظل هيمنة الثقافة الرقمية، وعلى أي أساس تبني تصورك؟ يغلب ظني أن وسائل الإيصال الحديثة امتدت إلى الكتب المبرمجة أيضا. فهذا التدفق المعرفي ساهم بشكل ما في التواصل بسرعة. وبالتالي وضع العين على أكبر عدد من المعلومات والكتب. أضف لذلك كيفية التلقي والقراءة على الشاشة. لكن الكتاب الورقي له شروطه أيضا التي تقتضي العلاقة بالورق كتابة وتأليفا وقراءة. هل ستنتهي الصلة الحميمية بالمتن الورقي في القادم من الأيام؟ لا أظن ذلك، لأن هذه الوسائط الحديثة قد تساهم بدورها في إيصال الكتاب الورقي، من خلال الاحتضان وتوسيع شبكة القراءة. الأهم هو المقروئية. في هذه الحالة، فلا تعارض كما أرى بينهما على الرغم من التضخم الإعلامي في هذه المسألة.