قال خبير عسكري إسرائيلي بارز، إن هناك مخططا إسرائيليا ل"إلقاء" مشكلة قطاع غزة المحاصر نحو مصر، في الوقت الذي يقترب فيه موعد حسم معركة خلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي "تشقلب" موقفه تجاه الإدارة الأمريكية. وأكد الخبير العسكري الإسرائيلي، ألون بن دافيد، أن رئيس السلطة عباس، لم "يفق تماما بعد من الصفعة التي تلقاها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مضيفا: "لكنه تذكر الأسبوع الماضي من وقع له على الشيكات"، وذلك في إشارة منه لتهديدات الإدارة الأمريكية بوقف أو تقليص دعمها المالي للسلطة. ورأى بن دافيد، أن موقف عباس في هذا الأسبوع، "تشقلب" من موقفه تجاه الولاياتالمتحدة، التي "لم يعد يمكنها أن تؤدي دورا في المسيرة السلمية"، إلى التأكيد أن واشنطن "لديها دور هام في المسيرة السلمية". وعلق الخبير الإسرائيلي على "شقلبة" أبو مازن بقوله: "أخيرا هناك رئيس أمريكي يتحدث باللغة المفهومة بالمنطقة؛ وهي لغة المال والقوة، وحتى عباس بدأ يستمع". ونوه، أنه "قبيل معركة خلافة أبو مازن، هناك عصبة جدية تقف حوله وهي؛ رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعضوا اللجنة المركزية لحركة فتح؛ حسين الشيخ وجبريل الرجوب وكبير المفاوضين صائب عريقات. وأوضح في تقرير له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "هذه هي العصبة التي تستعد للإمساك بالحكم بعد نزول عباس، ومثله"، لافتا إلى أن هذه العصبة تعارض المقاومة المسلحة لإسرائيل والتي أطلق عليها "الإرهاب ولكنها تؤيد المقاومة الشعبية". وأضاف: "ولكن الأهم من ذلك؛ أنها لا تزال تفضل التسوية مع إسرائيل على دولة ثنائية القومية"، مؤكدا أن "هذه العصبة ستحذر بشكل كبير من التوجه إلى انتخابات فلسطينية، ترفع حماس إلى الحكم في الضفة أيضا". وذكر بن دافيد، أن تلك العصبة التي تستعد لخلافة عباس، تعمل "منذ اللحظة لوقف ما يسمونه فلتان الضفة؛ وهي عصابات من المسلحين يمولها محمد دحلان في مخيمات اللاجئين في بلاطة، عسكر وجنين"، وفق زعمه. وطالب من "يفكر أو يعتقد من الإسرائيليين بأن هناك فرصة لدحلان بأن يقوم بمنصب قيادي في الضفة الغربية، بأن يفكروا مرة أخرى"، زاعما أنه "لا فرصة لغزي (من سكان غزة) أن يتولى منصبا هاما في الضفة". وبخصوص قطاع غزة المحاصر، والذي تعصف به العديد من الأزمات الإنسانية الحقيقية، رأى الخبير الإسرائيلي أن الوضع هناك "يميل إلى الاستقرار"، كاشفا أن "إسرائيل وافقت على البدء بتنفيذ سلسلة من المشاريع التي تحسن حياة السكان وتمنح أيضا دخلا لإسرائيل". وبينما يحاول وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أن "يدفع لبحث الكابينت خطته الهامة لإقامة ميناء في غزة، بدأ الجانب المصري بتعميق ميناء العريش، الكفيل بأن يكون حلا بديلا لخنق القطاع"، وفق بن دافيد الذي أكد أن "إسرائيل تحاول في هذه اللحظة دحر المشكلة الغزية نحو المصريين". وقال: "من المشكوك أن يوافقوا على ابتلاعها حتى النهاية". يذكر أن وفدا من حركة "حماس" برئاسة إسماعيل هنية، غادر القطاع صباح امس متجها إلى مصر في زيارة مفاجئة لم يكشف عنها إلا بعد مغادرة الوفد قطاع غزة .