أثير أول أمس الاثنين، جدل واسع بين وسائل إعلام مغربية وإسبانية، وكذا السلطات المحلية لإقليم الناظور، حول وفاة أحد الأشخاص بسبب التدافع في معبر الموت الرابط بين مدينة الناظور المغربية ومليلية المحتلة، حيث سيُتأكد من خبر الوفاة بعد مرور ساعات قليلة من نقله إلى مستشفى مليلية الإقليمي لتلقي الإسعافات الضرورية. مصادر محلية بإقليم الناظور، قالت لبيان اليوم، إن وفاة الرجل (39 سنة)، جاءت بعد حادث التدافع المميت بمعبر باريوتشينو، حيث تأثر بقوة التدافع، ليصاب بسكتة قلبية مفاجئة، كانت كافية ليلفظ أنفاسه الأخيرة، وسط أصدقائه من الحمالة الذين أصيبوا بالصدمة بعد وفاة رفيقهم أمام أعينهم. المعبر دخل في حداد على وفاة الرجل، الذي كان يجري وراء لقمة عيش بين عدد كبير من الحمالة، الذين قدر لهم أن يتزاحموا بشكل يومي من أجل بعض الدريهمات القليلة، حيث تم إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى، من أجل تهدئة الأوضاع، ومحاولة إيجاد حلول بديلة، لهذه التجارة المميتة التي لا يربح من ورائها إلا التجار الكبار، وأصحاب الشركات العملاقة، التي تتاجر في دماء مواطنين مغاربة لم يجدوا بديلا يعوضون به هذه الحرفة القاتلة. تهريب السلع من ألبسة، وأغطية، وأغذية، ليس بالجديد على هذه المعابر التي تسهر عليها سلطات المغرب وإسبانيا المحتلة للأراضي المغربية، فالأطنان من هذه البضائع تغرق أسواق مدن المملكة، تحت أعين السلطات، خصوصا وأنه تم نقلها على ظهور هؤلاء الحمالة الذين يتساقطون تباعا، بسبب أحداث التدافع الناتجة عن الاستنفار الذي يحدثه الأمن الإسباني الذي ينهال بالضرب على هذه الفئة أثناء كل عبور جماعي. رئيس مدينة مليلة المحتلة، خوان خوسي إيمبوردا، لم يتأخر في التعليق على هذا الحادث القاتل، حيث حمل المسؤولية، للسلطات المحلية المغربية، التي لا تسهر على حسن تدفق الآلاف من المواطنين المغاربة إلى مدينة مليلية المحتلة كل صباح باكر، موضحا أن المغرب يجب أن يقيم سياجا أو سورا طويلا على الحدود الوهمية، من أجل الحد من هذا التدفق الكبير للحمالين كل يوم. وفي ظل هذه الأوضاع التي لم تتغير بعد، يبقى مشكل المعابر الحدودية الرابطة بين المغرب ومدينتيه سبتة ومليلية المحتلتين، أكبر المشاكل التي يعاني منها المواطنون الذين يتخذون من حرفة الحمالة، مصدرا لقوتهم اليومي، رغم وعيهم الكبير بأنها طريق مفروشة بالموت والعاهات المستديمة.