أثار وثائقي لقناة ديسكفري يحمل عنوان «طارد الأرواح» جدلا كبيرا في الأوساط الدينية حتى قبل عرضه، إذ نفى الفاتيكان تصريحات إعلامية أدلى بها منتج المسلسل قبل أيام حول دعم الفاتيكان للمسلسل. وذكرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الثلاثاء 11 يناير 2011، نقلا عن مصدر ديني، أن الفاتيكان لم يقدم الدعم للبرنامج، إلا أن المنتج المنفذ وصاحب فكرة المسلسل غاري أوربك أكد أنه التقى عددا من رجال الدين أثناء زيارة له إلى الفاتيكان أفصح فيها عن فحوى البرنامج، من باب الإعلام بالشيء، وبأنه سمع عدة آراء تؤيد إنتاج برامج مشابهة «لتوعية الناس ضد الشر المنتشر في العالم». من ناحية أخرى أوضح أوربك أنه لم يتوصل إلى اتفاق رسمي مع الفاتيكان، لكن عدم ممانعة عرض البرنامج وتشجيعه أكبر دليل على مباركة الفاتيكان له، على حد تعبيره.وفي وقت متأخر من مساء الاثنين أصدرت قناة «ديسكفري» بيانا صحفيا جاء فيه: «لضمان مصداقية ودقة المادة الإعلامية التي نقدمها، نؤكد أننا التقينا فعلا بعدد من الشخصيات الدينية في الفاتيكان، ولكننا لم نسع إلى نشر الانطباع بأننا اتفقنا رسميا معهم». وتستعد قناة ديسكفري لعرض مسلسل وثائقي من 10 حلقات يدعى «The Exorcist Files» خلال الأشهر المقبلة. ويتطرق البرنامج إلى قصص حصلت يرويها طاردو الأرواح بأنفسهم، بالإضافة إلى إعادة تمثيل مشاهد التجارب التي حصلت معهم في أماكن متفرقة من العالم. ويستعرض البرنامج الشهادات الحية لأكثر من 12 طارد أرواح من الولاياتالمتحدة وإسبانيا وإيطاليا. كما يستضيف المسلسل الأشخاص الذين تم طرد الأرواح منهم؛ ليتحدثوا عن التجربة بأكملها. وفي حين نفى بعض رجال الدين وجود فريق متخصص بطرد الأرواح، أكد أوربك أن هؤلاء الكهنة معروفون جيدا داخل الدوائر الدينية، وأن بعضهم أصدر كتبا تتمحور حول الموضوع، كالأب خوسيه أنطونيو فورتيا، الذي ألف كتاب «مقابلة مع طارد أرواح». وذكر الأب في كتابه أنه ينتمي إلى تجمع يدعى «الجمعية الدولية لطاردي الأرواح». ومثل أي تجمع دولي، يتم عقد مؤتمرات دورية لتبادل المعلومات ودراسة الحالات. ونقل أوربك عن بعض رجال الدين الذين التقاهم خلال زيارته للفاتيكان أن المسلسل قد يساعد في إيجاد المزيد من طاردي الأرواح، نظرا لقلة عددهم مقابل «انتشار الشر»، وهو السبب الرئيس الذي دفع بعضهم للموافقة على الظهور أمام الكاميرا. وأضاف أن الكنيسة رأت في البرنامج خير ترويج لتفهم الناس حاجتها للمزيد من طاردي الأرواح.