تشهد أسعار الدجاج، منذ منتصف الأسبوع المنصرم، زيادات متتالية، باتت تقلق المستهلكين المغاربة الذين يجدون في اللحوم البيضاء بديلا عن الحمراء التي كسرت حاجز ال 70 درهما، وباتت، بالتالي، خارج لائحة طعام محدودي الدخل. فقد انتقل سعر الدجاج، في الأسواق الشعبية، من 10 دراهم يوم الثلاثاء المنصرم، ليصل صباح أول أمس الأحد إلى 20 درهما. وحسب التصريحات التي استقتها بيان اليوم من بعض الباعة بالتقسيط، لا وجود لبوادر توحي بتراجع الأسعار إلى مستواها السابق، أي العشرة دراهم للكيلوغرام الواحد، على المدى القريب، في ظل الندرة الصارخة للدواجن التي يتم بيعها بالجملة ونصف الجملة. وأكد الباعة بالتقسيط، للجريدة، أنهم اضطروا، صباح أمس الاثنين، إلى إشهار سعر محدد في 21 درهما للكيلوغرام الواحد، مع تنبيه زبنائهم إلى إمكانية الرفع من هذا السعر في الأيام الموالية ليقارب سقف ال 25 درهما للكيلو الواحد، عند نهاية الأسبوع الجاري. وبرر الباعة هذه الزيادات بإفلاس العديد من المربين، وعزوف بعضهم عن مواصلة النشاط مؤقتا، وارتفاع التكاليف داخل الضيعات بفعل الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة. وهي تبريرات أكدها شوقي الجيراري، مدير الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن الذي اعتبر أن ارتفاع أسعار الدواجن مرتبط بمنطق العرض والطلب، على غرار باقي المواد والمنتجات المعروضة في السوق. وقال شوقي الجيراري، في تصريح لبيان اليوم، إن الطلب المرتفع بشكل ملحوظ على هذه اللحوم البيضاء لا يوازيه عرض مماثل نتيجة تكبد أصحاب الضيعات لخسائر مالية فادحة طيلة سنة 2017 التي لم يتجاوز، خلالها، السعر 10 دراهم للكيلوغرام الواحد، مع بعض الاستثناءات المرتبطة بالمناسبات. وكان من الطبيعي، يقول الجيراري، أن تحصل زيادة في أسعار الدواجن لتعويض الخسائر الناجمة عن البيع بهذا السعر، مشيرا إلى أن بعض المهنيين "أفلسوا، والبعض الآخر ابتعد عن المجال بسبب الكساد الذي ضرب القطاع". ونفى مدير الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام من أخبار "تدعي أن يكون ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء ناتجا عن إصابة الدواجن المغربية بالأمراض أو تأثرها بقساوة الطبيعة"، مشددا على أن "الدواجن المغربية سليمة، والمشكل كامن أساسا في قلة العرض".