شهدت أسعار الدجاج، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان والأيام التي تلته، ارتفاعا اعتبره العديد من المستهلكين باهضا، إذ تجاوز السعر عتبة 20 درهما للكيلوغرام الواحد، وتراوح بين 20 و24 درهما، حسب المناطق. وأرجع شوقي الجيراري، مدير الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، ارتفاع سعر الدجاج إلى ارتفاع الطلب على الاستهلاك، بمناسبة ليلة القدر، وأيام العيد، إذ يحرص المواطنون على اتباع التقاليد، وبالتالي، استهلاك الدجاج بكثرة خلال هذه الفترة. وقال الجيراري، في تصريح ل"المغربية"، إن "هذه الفترة شهدت ارتفاعا في الطلب على الدجاج، وبما أن أسواق الدواجن خاضعة للعرض والطلب، فعندما يرتفع الطلب، ترتفع الأسعار"، موضحا أن أقصى سعر، خلال هذه الفترة، تحدد في 19 درهما للكيلوغرام عند مربي الدواجن، وأن ثمن البيع للمستهلك تتدخل فيه عوامل عدة، منها الموزعون والباعة بالتقسيط، ومناطق البيع، إذ أن هناك مناطق يباع فيها بسعر مرتفع، ومناطق يباع فيها بسعر معقول. وأفاد مدير الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن أن أسعار الدجاج عند المربين تراجعت بدرهم واحد خلال اليومين الماضيين، واستقرت في 18 درهما للكيلوغرام، متوقعا أن تتراجع الأسعار قليلا خلال الأيام المقبلة. واستطرد قائلا "التراجع سيكون قليلا، لأن الطلب سيظل مرتفعا على الدجاج، ارتباطا بموسم الأعراس التي أجل أغلبها من يوليوز وغشت إلى ما بعد شهر رمضان، أي في شتنبر وأكتوبر المقبلين". وأعلن الجيراري أنه "لم يسجل أي تأثير لموجة الحرارة الحالية على قطاع الدواجن، وبالتالي يظل إنتاج الدجاج مرتفعا"، مشيرا إلى أن تزايد الطلب خلال هذه الفترة على استهلاك الدجاج يعتبر أمرا عاديا. وأضاف "خلال السنتين الأخيرتين، أصبحنا نشاهد أن معظم الأعراس تنظم ما بعد شهر رمضان، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الطلب على استهلاك الدجاج". من جهة أخرى، أكد الجيراري أن "تكلفة إنتاج الدواجن ارتفعت، ليس في المغرب فقط، وإنما في العالم بأسره، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب بصفة عامة، والصويا بصفة خاصة، في الأسواق العالمية"، مبرزا أن هذا الأمر أدى إلى ارتفاع أسعار أعلاف الدجاج بشكل مهول، بسبب موجة الجفاف في أمريكا الشمالية واللاتينية وأوربا الشرقية، وهي الأسواق المزودة للعالم بهذه المواد، وبالتالي، أدى نقص الإنتاج بهذه المناطق إلى ارتفاع أسعار الدرة والصويا، وبالتالي، ارتفاع تكلفة الإنتاج. وأوضح الجيراري أن الفدرالية تقدر أن ارتفاع السعر سيثقل كاهل المستهلك، إلا أن الأمر بالنسبة لمربي قطاع الدواجن، وبسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، سيمكنهم نسبيا من ربح درهم أو درهمين في الكيلوغرام، واسترداد جزء من الخسائر التي تكبدوها منذ سنتين كانوا يبيعون فيها بسعر أقل من تكلفة الإنتاج. وأضاف أن "المربين تمكنوا، فقط خلال السنتين المنصرمتين، من الربح خلال 3 أشهر، إذ كان السعر مرتفعا عن تكلفة الإنتاج، وخلال باقي الأشهر كانوا يبيعون بالخسارة"، موضحا أن "المستهلك تعود على ثمن منخفض جدا لأسعار الدجاج، وعندما يرتفع السعر قليلا، فإن هذا الأمر يقلقه، بينما يجب أن يأخذ دائما بالاعتبار تكلفة الإنتاج المرتفعة، التي تثقل كاهل المربين".