صادقت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، التي انعقدت أمس الأحد بالرباط، بالإجماع "مع صوت واحد ضد وامتناع صوتين"، على كل من الوثيقة المتعلقة بتأطير النقاش المرتبط بالتحضير للمؤتمر الوطني العاشر للحزب، وعلى المقرر التنظيمي المتعلق بتسيير أشغاله، بالإضافة إلى المصادقة على اللجنة التحضيرية الوطنية. وشهدت أشغال الاجتماع مناقشات واسعة من لدن أعضاء "برلمان" الحزب، أعقبت الكلمة المدخلية التي قدمها الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله في افتتاح الدورة باسم المكتب السياسي، حيث أعلن أن الاجتماع الحالي للجنة المركزية يمثل الانطلاقة الرسمية لمسلسل التحضير للمؤتمر. وحرص محمد نبيل بنعبد الله على التأكيد على أن النقاش حول الولاية الثالثة غير مطروح وغير وارد داخل الحزب، كما روجت لذلك بعض المنابر الإعلامية مؤخرا، مستبعدا، في هذا الصدد، أي تعديل أو تغيير في القانون الأساسي للحزب بخصوص هذه النقطة بالذات. ونفى بنعبد الله الذي كان يتحدث أمام أعضاء وعضوات اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، الملتئمة في دورتها التاسعة أمس الاحد بالرباط، الأخبار التي تروج في بعض الصحف والمواقع الالكترونية حول الصراعات الداخلية و"النقاشات الساخنة" داخل الحزب ومكتبه السياسي، موضحا أن "الحالة السياسية لحزب "الكتاب" سليمة وبصحة جيدة". وشدد بنعبد الله في كلمته على وحدة صف الحزب التقدمي وانسجام هياكله وكذا التزام مناضلاته ومناضليه، مبرزا أن جميع الأمور تناقش وتدار بشكل عادي وفي جو طبيعي داخل الحزب، نافيا أن تكون هناك أي صراعات داخلية، "كما يزعم البعض"، وفق تعبير بنعبد الله الذي قال بصريح العبارة "إنه لم يحدث أن اجتمع المكتب السياسي للحزب واختلف بشأن اسم عضو في الحزب مقترح للاستوزار أو تصارع حول موضوع أو قضية داخلية في الحزب، أو أي شيء من هذا القبيل". واصفا الأخبار الصادرة في هذا الشأن ب "الكذب والبهتان". وفي ما يتعلق بالتعديل الحكومي، أورد بنعبد الله أن الحزب ومنذ قراره المنبثق عن دورة اللجنة المركزية الأخيرة القاضي باستمرار المشاركة في الحكومة عقد مجموعة من الاتصالات مع رئيس الحكومة، مضيفا أنه قدم قبل أسابيع الأسماء المقترحة للاستوزار وينتظر التطورات المقبلة لهذا الموضوع. وقبيل تقديمه للنقاط الأساسية المتعلقة بدورة اللجنة المركزية، التي ترأسها عضو المكتب السياسي للحزب عبد الرحيم بنصر، إلى جانب كل من: شرفات أفيلال، أحمد زكي، رشيدة الطاهري، سعودي العمالكي، نادية التهامي، عبد السلام البقالي، نعيمة بوشارب، بدورهم أعضاء المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، جدد الأمين العام تأكيده على إدانة حزب التقدم والاشتراكية للقرار الأمريكي القاضي بنقل سفارة البيت الأبيض إلى مدينة القدسالمحتلة، مشيرا إلى أنه قرار أخرق ومتهور، قبل أن يشيد بالموقف المغربي الرسمي ومبادرات جلالة الملك بشأن ذلك وكذا بالموقف الشعبي الذي عبر عنه آلاف المغاربة في مسيرة القدس التي سارت في شوارع الرباط الأحد الماضي. كما عبر بنعبد الله، في ذات السياق، عن التهنئة والتقدير لجريدتي "بيان اليوم" و"ALBAYANE" اللتان احتفلتا الشهر المنصرم بالذكرى ال 45 لتأسيسهما، مجددا الترحم على مؤسسهما الفقيد الكبير الراحل علي يعتة، الذي يعود له الفضل في إرساء دعائم صحافة حزبية قوية، فضلا عن إشادته بأطقم الجريدتين وكذا القائمين على تسييرهما. من جهة أخرى قال زعيم حزب "الكتاب": "إن المؤتمر الوطني المقبل يشكل محطة سياسية أساسية ضمن تاريخ نضال حزب التقدم والاشتراكية". خصوصا وأنه يأتي، حسب ذات المتحدث، في سياق سياسي خاص و"شائك". وأكد بنعبد الله على أن التحضير للمؤتمر مناسبة لبلورة خطة تجذر التي أقرها الحزب سابقا، وكذا فرصة لتعميق التواجد الحزبي على كافة المستويات. "لأن كل المراجعات على المستوى التنظيمي والخطوات التي ستتبع المؤتمر ستساهم في حيوية هذه الخطة والعمل عليها بشكل أكبر"، يقول ذات المتحدث. داعيا إلى استغلال هذه المناسبات والمحطات الحزبية لتجديد النفس النضالي والعمل على تعميق التواجد الحزبي في مختلف المناطق والعمل على إشعاع الحزب. واعتبر بنعبد الله أن دورة اللجنة المركزية، التي أقيمت أمس الأحد وحضرها مناضلو ومناضلات الحزب من مختلف الفروع الجهوية والإقليمية بمجموع التراب الوطني، "فرصة للتحضير بشكل أفضل للمؤتمر الوطني العاشر الذي من المرتقب تنظيمه أيام 11/12/13 ماي من السنة القادمة". مشيرا إلى أن المكتب السياسي للحزب شرع منذ النصف الثاني من السنة الجارية في التحضير لهذا المؤتمر عبر مجموعة من اللقاءات والاجتماعات. حيث دعا زعيم الحزب إلى ضرورة العمل بشكل أكبر من أجل التحضير بشكل جيد للمؤتمر لا سيما على مستوى الفروع الجهوية والإقليمية والمحلية، التي دعاها إلى تجديد هياكلها وتنظيم جموعها العامة وتحيين قاعدة بيانتها من أجل تيسير مهمة المشاركة في المؤتمر الوطني العاشر وإنجاحه. إلى ذلك قدم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أمام أعضاء اللجنة المركزية الخطوط العريضة للوثيقتين المعتمديتين خلال هذه الدورة التاسعة، ويتعلق الأمر بمشروع ورقة لتأطير النقاش، ومشروع المقرر التنظيمي المتعلق بسير أشغال المؤتمر الوطني العاشر 2018. حيث عرض بنعبد الله النقاط الأساسية في المشروعين، لا سيما منها الإجراءات التحضيرية وتكوين المؤتمر وكذا معايير ومساطر الانتداب للمؤتمر الوطني. محمد توفيق أمزيان – تصوير: رضوان موسى