إقصاء فرنسا من مونديال جنوب إفريقيا ذكرى حزينة بالنسبة في الثاني عشر من يوليوز 1998، خطفت فرنسا لقبها العالمي الوحيد، وقد كان كريستيان كاريمبو ضمن أهم عناصر كتيبة إيمي جاكي المتوجة بالذهب على أرضها وبين جماهيرها، بينما كانت عارضة الأزياء السلوفاكية، أدريانا سكليناريكوفا، تتابع من المدرجات تتويج خطيبها باللقب في لحظة تاريخية ظلت وستبقى عالقة في الأذهان إلى الأبد. وبعد مضي 12 سنة على ذلك التاريخ، أصبحت كاريمبو من النساء الرائدات في عالم الساحرة المستديرة، إذ عُينت سفيرة لكرة القدم النسائية وباتت عرابة المنتخب الفرنسي للسيدات، إذ شاركت في سحب قرعة كأس العالم للسيدات 2011 التي استضافتها مدينة فرانكفورت يوم 29 نونبر الماضي، حيث استغل موقع «فيفا كوم»هذه المناسبة لإجراء حوار مطول معها. * كيف هي المشاعر عندما يكون مصير 16 منتخباً بين يدي شخص واحد؟ - إنه شعور لا يصدق. لقد سبق لزوجي أن أشرف على قرعتين، وأتذكر أني كنت قلقة في المناسبتين معاً. وقد جاء دوري هذه المرة، لكني أحب مثل هذه اللحظات. إنها لحظات مليئة بالإثارة والحماس والترقب، إنها اللحظات التي يتقرر فيها كل شيء، تحت أنظار العالم بأسره، إذ يتطلع الجميع لمعرفة النتيجة بفارغ الصبر. إنها لحظات ثمينة وحاسمة. أنا سعيدة بالمشاركة في هذا الحدث والمساهمة في كشف ملامح البطولة بنفسي. هناك فرص كبيرة لكي يتحقق ذلك. أنا أتطلع للبطولة بفارغ الصبر، إذ ستجد فرنسا مباريات كبيرة في انتظارها. لقد أصبحت اللاعبات على أتم الإستعداد بعد المباريات الكبيرة التي خضنها. * ما هي علاقتك بكرة القدم النسائية؟ - لقد أصبحت سفيرة لها، وهذا أمر يجعلني أشعر بشوق كبير. أقر أني لم أكن أعرف شيئاً عن اللعبة في السابق، كما لم أكن أعرف أن مستواها متواضع في فرنسا، مقارنة بدول أخرى مثل ألمانيا والولايات المتحدة. إنه لأمر محزن بعض الشيء، إذ يتعلق الأمر برياضة موجودة منذ 40 عاماً، كما يسهر كثير من الناس على دعمها وتعزيزها، لكنها لم ترقَ بعد إلى المستوى المنشود. لقد أطلقنا هذا العام حملة تواصل طموحة لاقت تجاوباً كبيراً، إذ بدأت اللعبة تفرض نفسها شيئاً فشيئاً، كما أصبحنا نتلقى عدداً أكبر من الزيارات على مواقعنا الإلكترونية، فضلاً عن تزايد عدد اللاعبات المنخرطات في النوادي. أتمنى أن تتواصل الأمور على هذا النحو وأن أنجح في إضافة شيء لهذه اللعبة. * على بعد أشهر معدودة من انطلاق نهائيات كأس العالم للسيدات ألمانيا 2011، كيف تقيِّمين مستوى منتخب فرنسا؟ - أدرك أن هناك منتخبات يجب تفاديها، مثل ألمانيا والولايات المتحدة أو حتى البرازيل. لكن فرنسا أبلت البلاء الحسن في التصفيات الأوروبية، محققة 12 انتصاراً في مثلها من المباريات. إنها حصيلة نموذجية. لقد تعلمت اللاعبات الشيء الكثير منذ 2003. صحيح أننا لم نتأهل إلى نسخة 2007، لكن كثيراً من لاعباتنا مررن بمركز كليرفونتين التقني، حيث تعلمن أشياء كثيرة على المستوى التكتيكي والفني. وقد أتى ذلك بالنفع العميم على الفريق خلال التصفيات، أما الآن فإننا نتطلع إلى الأعلى مع المدرب برونو بيني. * هل فكرت في الذهاب إلى ألمانيا لمشاهدة بعض مباريات كأس العالم للسيدات؟ - هناك فرص كبيرة لكي يتحقق ذلك. أنا أتطلع للبطولة بفارغ الصبر، إذ ستجد فرنسا مباريات كبيرة في انتظارها. لقد أصبحت اللاعبات على أتم الإستعداد بعد المباريات الكبيرة التي خضنها. إنهن من بين أفضل اللاعبات فنياً، وأنا أتطلع بشوق لرؤيتهن يخضن غمار هذه البطولة الغالية. * أنت سلوفاكية، لكنك تقولين «نحن» كلما تكلمت عن المنتخب الفرنسي. يبدو أنك أصبحت فعلاً جزءاً لا يتجزأ من هذا الفريق؟ - (تضحك) نعم، بالطبع! أنا عرابة هذا المنتخب وأشعر أني واحدة من عناصره، بل إني أعتبر اللاعبات مثل بناتي، ولذلك أقول «نحن» كلما تحدثت عن الفريق، لأننا نشكل عائلة واحدة. لم أفرق أبداً بين حياة زوجة لاعب كرة القدم المحترف وامرأة أي رجل يزاول أية مهنة كانت. فبغض النظر عن بعض الإكراهات الطفيفة، لم أكن أدرك أن زوجي لاعب محترف. * دعينا ننتقل إلى الحديث عن مونديال آخر. كيف عشت تجربة المنتخب الفرنسي في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010؟ - إنها ذكرى حزينة بالنسبة لي، كما هو حال لجميع عشاق المنتخب الفرنسي. لكن يجب ألا نتناسى ما وقع في جنوب أفريقيا، لأن من الأخطاء واللحظات العصيبة يتعلم الإنسان. يجب أن نمضي قدماً. بعد تجربتَي 1998 و2010، أصبحنا ندرك أن المنتخب الفرنسي قادر على تقديم الأفضل والأسوأ كذلك. إن فرنسا تعشق كرة القدم والمنتخب الوطني. لكن مثل هذه الأشياء تقع في الحياة أحياناً. لقد كان الإقصاء مصيرنا، لكننا سنتعلم من تلك التجربة وسنكون أقوى في المستقبل، آملين أن نعيش من جديد ما عشناه في عام 1998. * من أصبح لاعبك المفضل بعدما اعتزل زوجك كريستيان كاريمبو اللعب؟ - على المستوى الشخصي، لم يعد الأمر كما كان عليه في السابق. فعندما كنت أتابع كريستيان فوق أرضية الملعب وكأني أشاهد بطلاً شجاعاً ومحارباً قوياً. لم يعد بإمكاني الآن أن أعيش مباريات كرة القدم بنفس الإحساس ونفس الشغف تجاه أحد اللاعبين. لكن هذا لا يعني التقليل من شأن المواهب الخارقة التي يتمتع بها اللاعبون الكبار. إنهم كُثر بطبيعة الحال، رغم أني أضع ليونيل ميسي في القمة فوق الجميع. إنه يملك مهارات يصعب تصديقها، إذ يتمتع بسهولة خارقة في فعل كل ما يريد. إنني واثقة أنه على قدر كبير من الذكاء. * هل لكِ أن تصفين لنا حياة زوجة لاعب كرة القدم المحترف؟ - لم أفرق أبداً بين حياة زوجة لاعب كرة القدم المحترف وامرأة أي رجل يزاول أية مهنة كانت. فبغض النظر عن بعض الإكراهات الطفيفة، لم أكن أدرك أن زوجي لاعب محترف، رغم أنه لم يكن بإمكاننا الإستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع مثلاً - علماً أنه لم يكن بإمكاني ذلك أنا أيضاً بحكم عملي ومهنتي. لم يكن كريستيان يتحدث أبداً عن كرة القدم داخل البيت، وقد أُعجبت بذلك. لم تكن مهنته محور حياتنا المنزلية، وهذا شيء في غاية الأهمية بالنسبة لكل عائلة. أنا كنت منشغلة بمهنتي وهو كان منشغلاً بعمله، بينما كنا نعرف كيف نفرق بين الحياة العائلية والحياة العملية. لم أضطلع أبداً بدور المساعدة أو الممرضة أو المُعدة. لقد كنت فقط زوجته. * لقد انقلبت الآية اليوم، فبعد أن اعتزل كريستيان اللعب نهائياً، أصبحتِ منخرطة في كرة القدم أكثر من أي وقت مضى. كيف يعيش الوضع الحالي؟ هل يخشى أن تصبحين أكثر شهرة منه في عالم الساحرة المستديرة؟ - (تضحك) إنه أمر لا يصدق! لكن هذا الوضع لم يأتِ نتيجة لتخطيط مسبق. لا أعرف بالضبط كيف ينظر إلى هذه الوضعية، فقد مر كل شيء بسرعة لدرجة لم نجد معها الوقت لمناقشة الموضوع. لكني أتذكر اليوم الذي رآني فيه بمقر الإتحاد الفرنسي وقال لي «ماذا تفعلين هنا؟» لقد كان المشهد مضحكاً. صحيح أن الأمور مرت بسرعة كبيرة، لكن ذلك لم يُفسد شيئاً في حياتنا اليومية. فأنا أعيش وسط أناس أعرفهم منذ 1998، وبالتالي فأنا بين أهلي وعائلتي. ومع ذلك فبإمكاني أن أُطمئنه، لأني لا أنوي سرقة النجومية منه في عالم كرة القدم.