فيلم «بلاستيك» صرخة إنسانية ضد العنف الأسري قدم الفنان عبد الكبير الركاكنة أمام جمهور مدينة الرباط، بقاعة الفن السابع، مساء الجمعة الماضي، العرض الأول لفيلمه القصير «بلاستيك»، كأول تجربة له في عالم الإخراج السينمائي. وقد حظي هذا الفيلم الذي تابعه جمهور عريض، باهتمام الباحثين والنقاد السينمائيين الذين تابعوا العرض الأول، واعتبروا أن التجربة الأولى لعبد الكبير الركاكنة وراء الكاميرا كانت ناجحة، تمكن من خلالها من وضع بصمة بارزة في عالم الإخراج السينمائي، ساعده في ذلك تجربته الفنية التي مكنته من مجايلة مخرجين كبار في عالم الفن السابع. وكان للطاقم الفني الذي اشتغل في هذا الفيلم، دور أساسي في نجاح هذه التجربة الأولى لعبد الكبير الركاكنة الذي أكد في تصريح لبيان اليوم، «أن ما ميز هذه التجربة، هو جميع الفنانين والتقنيين الذين اشتغلوا معي بحب كبير وإرادة ورغبة في النجاح، فجميعهم وبدون استثناء، رشيد الوالي ولطيفة أحرار والحسين الشعبي، والتقنيون اشتغلوا في هذه التجربة من منطلق الدعم والمساندة». واعتبر عبد الكبير الركاكنة، أن الحضور القوي والوزان خلال العرض الأول هو دليل على حب المغاربة للدراما المغربية وللإنتاج الوطني، وتشجيعهم له، مشيرا إلى أن «موضوع الفيلم لقي استحسانا من طرف الجمهور» على اعتبار أن الفيلم يحكي، حسب مخرجه، قصة إنسانية تحمل مجموعة من الرسائل الأساسية التي تشكل عمق البنية الاجتماعية والثقافية المغربية، وأوضح عبد الكبير الركاكنة أن الموضوعة الأساسية للفلم، تتمثل في «تيمة العنف» بمفهومه الواسع، الذي تتعرض له الأسرة المغربية يوميا داخل وخارج البيت، فيلم «بلاستيك»، يقول الركاكنة، يجسد القلق الذي يعيشه الأطفال بسبب خلافات الأبوين، والعنف الذي تمارسه عليهم الحياة معا، عنف ضد المرأة والرجل وضد الأطفال، إنه عنف ضد حياة الأسر، يتسبب في أحايين عدة في تشريد الكثير منها. ففيلم بلاستيك الذي دام عرضه قرابة النصف ساعة، يصور، في قالب فني متميز، ذاك الصراع الذي تعيشه الأسرة المغربية في عراكها مع الإكراهات اليومية للحياة، فهو عبارة عن تجسيد مصغر للمعيش اليومي للعديد من الأسر المغربية، فقصة الفيلم تتمحور حول ما تعيشه أسرة صغيرة مكونة من الأبوين، (رشيد الوالي ولطيفة أحرار)، وطفلتيهما، (رانيا الحاتمي وأكرم البركة)، (ما تعيشه) من صراع يومي مع متطلبات الحياة. فربة البيت، (لطيفة أحرار)، تعيش حالات من القهر والتمزق بسبب عملها خارج المنزل، تواجه قسوة رب العمل (الحسين الشعبي) ومكائد زميلاتها، وداخل البيت تكون مطالبة بتربية طفلتيها، وأيضا، بتلبية رغبات زوجها (رشيد الوالي)، الذي يصر على ممارسة حقوقه الزوجية، يصارع بدوره من أجل الاستجابة لاحتياجات وحاجيات أسرته. كان أداء الممثلين متميزا، بحيث استطاعوا أن يسافروا بالجمهور في عوالم متعددة، عبر قالب فني امتزج فيه الجانب الكوميدي والجانب التراجيدي الذي انتهى به الفيلم عندما ماتت الطفلة الصغيرة اختناقا داخل كيس من البلاستيك، وهو المشهد الذي وجه من خلاله المخرج عبد الكبير الركاكنة مجموعة من الرسائل المشفرة، ليس لجهة محددة، ولكن لكل أفراد المجتمع، هذه الرسالة هي صرخة إنسانية ضد العنف بكل أشكاله. يشار إلى أن سيناريو فيلم «بلاستيك»، الذي قدم العرض الأول له بمبادرة من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، كتبه عبد الإله بنهدار، وشارك في تشخيصه أدواره بالإضافة إلى الوالي وأحرار والشعبي، الطفلان رانيا وأكرم، وسهام حراكة وخديجة الزهواني. كما شارك في تشخيص أدوار هذا العمل السينمائي، وهو من إنتاج شركة (آدم للإنتاج الفني)، كل من رشيد أوبرشكيك وعمر سحنون وحسنية المذكوري ولبنى المتوكل وعبد الحكيم حاتم ومصطفى كعكاع وجيهان الوردي وخديجة لعلو وبدر الركاكنة وسمير لارغو.