دشن شريط "بلاستيك"، الذي قدم العرض الأول له مساء أمس الجمعة بقاعة الفن السابع بالرباط، انتقال الفنان عبد الكبير الركاكنة من الوقوف أمام الكاميرا إلى الوقوف خلفها وخوضه تجربة الإخراج والإنتاج. يصور الفيلم (29 دقيقة) صراع الأسر مع عاديات الزمن، ويحكي عما تتعرض له من ضغط نفسي واجتماعي يوميا أسرة صغيرة من أبوين، (شخص دورهما الممثلان رشيد الوالي ولطيفة أحرار)، وطفلتيهما، (أدى دورهما رانيا حاتمي وأكرم البركة)، ستحول علبة بلاستيك حياتها إلى مأساة بعد اختناق أصغر الطفلتين. فربة البيت تعيش حالات من القهر والتمزق بسبب عملها خارج المنزل، تواجه قسوة رب عمل ومكائد زميلاتها، وداخل البيت تكون مطالبة بتربية طفلتيها، وأيضا، بتلبية رغبات زوج، هو الآخر ومن أجل الاستجابة لاحتياجات وحاجيات أسرته، عليه مواجهة سوق شغل لا يرحم وزمن عفن وأغبر. أداء متميز للوالي وأحرار في زيجة سينمائية دامت نحو نصف الساعة على شاشة الفن السابع بالعاصمة، امتزج فيها الهزل والجد بالتراجيديا، فكانت نهايتها، ومعها نهاية الفيلم، صرخة إنسانية ضد هذا العنف الأعمى ، لكنه يفرض فرضا على النفوس ويعاش في العاطفة والوجدان. امتلأت القاعة عن آخرها بجمهور صفق طويلا لباكورة عبد الكبير الركاكنة، الذي باح لوكالة المغرب العربي للأنباء بأنه حاول من خلال هذا الموضوع، الذي عاشه قبل أزيد من سنة ولامسه لدى الكثير من الأسر المغربية، تصوير عنف من نوع آخر تتعرض له يوميا الأسر داخل البيت وخارجه. يجسد فيلم "بلاستيك"، يضيف الركاكنة، القلق الذي يعيشه الأطفال بسبب خلافات الأبوين، والعنف الذي تمارسه عليهم الحياة معا، عنف ضد المرأة والرجل وضد الأطفال، إنه عنف ضد حياة الأسر، يتسبب في أحايين عدة في تشريد الكثير منها. يشار إلى أن سيناريو فيلم "بلاستيك"، الذي قدم العرض الأول له بمبادرة من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، كتبه عبد الإله بنهدار، وشارك في تشخيصه أدوره بالإضافة إلى الوالي وأحرار والطفلين رانيا وأكرم، كل من الحسين الشعبي و سهام حراكة وخديجة الزهواني. كما شارك في تشخيص أدوار هذا العمل السينمائي، وهو من إنتاج شركة (آدم للإنتاج الفني)، كل من رشيد بورشكيك وعمر سحنون وحسنية المذكوري ولبنى المتوكل وعبد الحكيم حاتم ومصطفى كعكاع وجيهان الوردي وخديجة لعلو وبدر الركاكنة وسمير لارغو.