نزهة الصقلي تؤكد على أن المغرب حقق «تقدما كبيرا» في المجال الاجتماعي أكدت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وعضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن القضية الوطنية تبقى بالنسبة للمغرب أولوية الأولويات، وأن الأحداث الأخيرة التي وقعت بالعيون وظفت بشكل سلبي من طرف خصوم الوحدة الترابية. وأضافت أن المغرب بفعل إرادة صاحب الجلالة وتعبئة القوى الحية بالبلاد، حقق تقدما كبيرا في المجال الاجتماعي. وجاءت هذه التصريحات خلال استقبال الوزيرة نزهة الصقلي للأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين أوليفيو ديلبيرتو، يوم الثلاثاء الماضي بالرباط. واعتبرت الصقلي أن المغرب هو النموذج الوحيد في المنطقة الذي باشر إصلاحات مهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشددت على أن خصوم الوحدة الترابية لا زالوا للأسف، يضعون كل العراقيل لحرمان المغرب من استكمال وحدته الترابية وتحقيق الحلم المغاربي، مما يضيع على بلدان وشعوب المنطقة نقطتين في معدل النمو. وبخصوص الأحداث الأخيرة لمدينة العيون، نددت الصقلي مرة أخرى، بالتوظيف السلبي لها، حيث تم استعمال صور لأطفال غزة وأخرى لجريمة عادية وقعت بالبيضاء، للتأثير على الرأي العام، في حين أن الضحايا الأحداث كانوا من صفوف قوات الأمن إذ سقط 11 منهم. مشيرة إلى أن تدخل القوات الأمنية لتفكيك مخيم «أكديم إزيك» كان سليما، وكانت القوات الأمنية مجردة من السلاح، ولم يسقط أي ضحية في صفوف المواطنين نتيجة هذا التدخل. من جهة أخرى، أشارت الوزيرة إلى أن المغرب حقق تقدما مهما في المجال الاجتماعي، سيما بالنسبة لحقوق النساء والأطفال والمعاقين والمسنين. وفي هذا الإطار، أوضحت أن هذه المكتسبات تتمثل أساسا في مدونة الأسرة وقانون الجنسية الذي جاء لإنصاف الأطفال والنساء على حد سواء، ناهيك عن خطة العمل الوطنية لتعزيز حقوق الأطفال. وبالنسبة لتعزيز المشاركة السياسية بالنسبة للنساء، أشارت الوزيرة إلى التقدم الهائل في هذا المجال، حيث انتقل عدد المستشارات الجماعيات من 127 إلى 3428 في الانتخابات الجماعية لسنة 2009، أي من نسبة هي 0,56% إلى 12,38%. وفي نفس السياق، لم تغفل الصقلي الحديث عن الأجندة الحكومية للمساواة كمخطط حكومي يتضمن إجراءات سياسية واقتصادية ومدنية تروم كلها النهوض بحقوق النساء وتحسين أوضاعهن. وفي هذا الصدد، قدمت للمسؤول الحزبي الإيطالي بعض عناصر العمل الاجتماعي الذي تباشره الوزارة والمتمثل في خلق مراكز متعددة الاختصاصات تضم وحدات حماية الطفولة والإسعاف الاجتماعي المتنقل وفضاءات خاصة بالنساء والأطفال. وختمت الوزيرة عرضها بالتركيز على الأهم في هذا المجال، ويتعلق الأمر بالورش الهام الذي أطلقه صاحب الجلالة والمتعلق بالمبادرة الوطنية التي جاءت لمحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي. ومن جهته، أشار أوليفيرو دي ليبيرتو الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين في بداية عرضه إلى وجود أن تشابه وتقارب كبير في مواقف الحزبين في كثير من القضايا. وبعد أن جدد موقفه بخصوص دعمه لمقترح الحكم الذاتي ومناهضته لفكرة الانفصال والتقسيم بالمنطقة، أوضح أن هذا الموقف هو ثمرة لتحليل واضح للأوضاع بالمنطقة المغاربية. واعتبر أن المغرب حقق تقدما كبيرا في المجال السياسي ويتطور بشكل كبير مقارنة مع الدول العربية الأخرى. وانطلاقا من موقفه وتحليله الذي يعتبر أن المغرب بلد مستقل وأمة حديثة وعصرية لا مجال فيها لاعتبارات أخرى، ندد بعمل بعض القوى الإمبريالية التي تريد العودة بالمنطقة إلى وضع ما قبل الدولة/الأمة، من خلال تحريك النعرات الدينية والإثنية، وخلق كيانات ودويلات على هذا الأساس، وإلا يقول المسؤول الإيطالي «يجب خلق دويلات في صحراء كل دولة من دول المغرب العربي». ولم يفت المسؤول الإيطالي الاستفسار عن المسار السياسي لنزهة الصقلي، مثمنا عن اعتزازه تجربتها التي يتقاطع فيها الجمعوي والنضالي والمدني والسياسي والحكومي. وفي الختام، عبر المسؤول الإيطالي عن استعداد حزبه لتطوير علاقة الصداقة والتعاون مع حزب التقدم والاشتراكية، وكذلك تنظيم أنشطة ولقاءات للأحزاب اليسارية والشيوعية بالمنطقة المتوسطية.