كما هي عادة المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، لم يخل برنامج النسخة السادسة من هذا الموعد الدولي الفني السينمائي من تفعيل بادرة إنسانية أصبحت عادة من عادات المهرجان، إذ قام مجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب، الذين حلوا ضيوفا على المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، بزيارة أطفال الخيرية الإسلامية. ولإدخال البهجة على قلوب الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم وذوو الظروف الصعبة، عمد الفنانون وعلى رأسهم المسرحي الشاب أمين ناسور، إلى تقديم فقرات ترفيهية وترديد أغان خاصة بالأطفال والقيام برقصات ومسابقات في ساحة المؤسسة. كما أبرز أطفال المؤسسة الحضور بمواهب خاصة، إذ قامت طفلة لا تتعدى 14 عاما من عمرها الحضور بتأديتها مقطوعات موسيقية باللغة الهندية بطريقة احترافية، كما قام أطفال المؤسسة بترديد أغاني ترحيبية بالفنانين. عبد المنعم شوقي، مدير خلية الإعلام والتواصل بالجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور، اعتبر أن "المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، عودنا على هذه الزيارة ودائما، وتأصلت لدى الفنانين المشاركين فيه عادة إدخال الفرحة على قلوب نزلاء المؤسسة الذين يبلغ عددهم 187 نزيلا، كما تمنحنا هذه الزيارة فرصة لإطلاع المسؤولين والفنانين الذين يأتون سنويا على ما تحقق من إنجازات داخلها لصالح هؤلاء الأطفال، سواء المتخلى عنهم أو اليتامى والمحتاجين، الزيارة تركت انطباعا جيدا لدى النزلاء والإدارة ونأمل أن تستمر هذه المبادرة لصالح هذه الفئة". وقد ساهم في هذه الزيارة كل من عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان، وفريد الركراكي، وبشرى اهريش، وكمال كاظيمي، ووفاء ميراس، وسعيد المرسي، وفاطمة تحيحيت، ومنال صديقي، وأمين ناسور، وعبد الحق الزروالي، وسكينة درابيل وفنانون آخرون من مختلف الجنسيات المتواجدة بالمهرجان. درابيل اعتبرت من جهتها كون "التواجد بهذا الموعد الفني الثقافي لا يخول لنا فقط الترفيه ومشاهدة الأفلام وما شابه ذلك، بل يمنحنا المهرجان فرصة للاستفادة من الورشات وأيضا فعاليات أخرى من أبرزها هذه الزيارة الإنسانية لدار الأيتام والمتخلى عنهم، وأنا فرحة للغاية لكوني من بين المساهمين في منح هؤلاء النزلاء القليل من الفرح وفرصة للقاء من أجل الترفيه." أما السينما فظلت حاضرة عبر عروض الأفلام داخل الخيمة السينمائية الخاصة بالمهرجان، وهي الأفلام السينمائية المتبارية على جوائز المهرجان سواء منها الطويلة أو الأفلام الوثائقية، وسيجري الإعلان عن المتوجين خلال حفل اختتام الدورة السادسة بالسينما التي تستوعب أزيد من 1500 متفرج. يذكر أن اليوم الثالث من المهرجان، عرف تنظيم ماستر كلاس من طرف الفنان الموسيقي عبد الفتاح النكادي، حول تيمة الموسيقى التصويرية، حضره طلبة وشباب المنطقة لتقاسم تجربته، الأمر ذاته تكرر مع ضيوف المهرجان من مخرجين وممثلين في اللقاء الثاني من اللقاءات السينمائية الليلية التي تنظم في نهاية اليوم، حيث نوقشت سيرة النكادي وتم الاستمتاع بمعزوفاته وبعض المقاطع الغنائية.