اختتمت، يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء، فعاليات الدورة التاسعة للمعرض الدولي لتجهيزات وتكنولوجيات وخدمات البيئة "بوليتيك المغرب"، التي احتضنها المكتب الدولي للمعارض وشارك فيها أزيد من 200 عارض من داخل المغرب وخارجه. وشكلت الدورة، التي افتتحتها كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، ونظمت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لتقديم الحلول التي يتعين اعتمادها من أجل مواجهة الاضطرابات المناخية، ومنصة مميزة للعروض المغربية والدولية المتعلقة بالتجهيزات والخدمات والتكنولوجيا في قطاعات الماء والنفايات والهواء والطاقة. وبهذه المناسبة، أوضحت الوافي، في تصريح للصحافة على هامش حفل افتتاح المعرض، أن هذه التظاهرة البيئية، التي تعتبر أول موعد بيئي دولي بالمغرب، استطاعت أن تؤكد تموقعها كحدث محوري ضمن أجندة التظاهرات البيئية، مشيرة إلى أن دورة هذه السنة تتزامن والمصادقة على الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة. وقالت إن هذه الاستراتيجية تروم، على الخصوص، تنفيذ أسس الاقتصاد الأخضر الشامل بالمغرب في أفق 2020، وتعزيز حكامة التنمية المستدامة، وإنجاح الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، مشددة على ضرورة مواكبة هذه الرؤية الجديدة عبر الابتكار والنهوض بالبحث العلمي في المجال البيئي. وحسب المندوبة العامة للمعرض، فإن هذه الدورة تكتسي أهمية خاصة، نظرا لانعقادها إثر احتضان مدينة مراكش للقمة العالمية للمناخ (كوب 22)، والتي حققت نجاحات دعمت جهود المغرب في مجال محاربة التغيرات المناخية، مما جعل هذا المعرض يستقطب أبرز الفاعلين الدوليين في المجال البيئي، حيث تحدث المنظمون عن أزيد من ستة آلاف زائر مهني من قطاعات الصناعة والجماعات المحلية والهندسة، ومن المهتمين بحلول الوقاية ومعالجة التلوث. وأبرزت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه النسخة راهنت، من خلال اتجاهها نحو تثمين البعد الإفريقي واختيار الكوت ديفوار لتكون ضيف شرف هذه السنة، على المساهمة في توفير فرص أعمال للفاعلين الاقتصاديين على مستوى القارة السمراء بالخصوص، من خلال عقد شراكات بناءة بين مختلف الفاعلين البيئيين، إضافة إلى تمكين الباحثين عن حلول بيئية مستدامة من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من الاطلاع عن قرب على أهم المستجدات في هذا الميدان. وشمل برنامج النسخة التاسعة ل"بوليتيك المغرب" تنظيم موائد مستديرة وورشات لمناقشة مختلف القضايا ذات الصلة بالقطاع البيئي وتحديات التنمية المستدامة، إلى جانب عقد الدورة السادسة ل"مناظرة الأراضي المستدامة"، و"اليوم المقاولاتي الأخضر"، ومنتدى "الإسكان والمدينة المستدامة" وملتقى "الابتكار الاقتصادي والمقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب". كما تم، في ختام فعاليات المعرض، توزيع جوائز برنامج التكنولوجيات النظيفة للابتكار والمهن الخضراء (كلين تك)، في حفل ترأسته كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي. وهكذا عادت الجائزة الكبرى، وقيمتها 200 ألف درهم، ليونس فايز عن مشروعه لتثمين النفايات، فيما منحت الجائزة الخاصة بالطاقات المتجددة لزكرياء راي عن مشروعه (شمس)، وجائزة النجاعة الطاقية لمحمد مرابط عن مشروعه البصري (ميتريكس). وبالنسبة للجائزة الخاصة بالتدبير العقلاني للموارد المائية، فقد منحت لمحمد آيت لهدج عن مشروعه (فودوماتيك)، بينما عادت جائزة البناء الأخضر لمشروع (سير إينو)، وجائزة النساء المقاولات لفاطمة الزهراء بندحمان عن مشروعها (بروجي شاب). وبلغت القيمة المالية للجوائز، الموزعة في فئات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتدبير الموارد المائية والبناء الأخضر والنساء المقاولات، 150 ألف درهم لكل جائزة. وتجدر الإشارة إلى أن المعرض، الذي جمع أحدث المستجدات والتكنولوجيات الرامية إلى مساعدة المدن على ترشيد استهلاكها الطاقي واحترام البيئة لمنح فضاء أمثل وعيش جيد للساكنة، تميز بإقامة "قرية -مدينة مستدامة"، في مبادرة تهدف إلى تسهيل الولوج إلى المعلومة وإلى الحلول الكفيلة بتحقيق تنمية مستدامة للمناطق الحضرية.