كشف بحث حول مؤشرات الخدمات المقدمة من طرف المؤسسات التعليمية بالمغرب، أنجزه المرصد الوطني للتنمية البشرية بشراكة مع البنك الدولي، أن مؤسسات التعليم العمومي تظهر نتائج "ضعيفة بكثير" مقارنة بقطاع التعليم الخصوصي. وسجل هذا البحث، الذي جرى تقديم نتائجه أول أمس الأربعاء بالرباط، وجود اختلافات هامة من حيث المكتسبات المعرفية لدى التلاميذ على المستوى الوطني بين القطاعين العام والخاص، مع الإشارة أيضا إلى وجود تباين جلي لاسيما في ما يتعلق بالمعارف المرتبطة بمادتي الفرنسية والرياضيات. ويشير البحث الذي شمل عينة من المدارس الابتدائية العمومية والخاصة (القسم الرابع) تابعة لثلاث جهات بالمغرب، وهي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجهة مراكش- آسفي، وجهة فاس-مكناس، إلى وجود فجوة كبيرة من حيث عملية التحصيل بين القطاعين العام والخاص، من جهة، وبين المناطق القروية والحضرية، من جهة ثانية. كما أظهرت نتائج البحث على الخصوص تسجيل أوجه قصور في الموارد البشرية، والبنيات الأساسية، فضلا عن انعدام الاستقلالية، وعدم انخراط الآباء في مواكبة العملية التعليمية. وأفاد البحث بأن 36 في المائة من تلاميذ المدراس العمومية لا يحصلون على الحد الأدنى من الأدوات الديدكتيكية، وأن 58 في المائة من المدارس الابتدائية العمومية لا تتوفر على الحد الأدنى من البنيات التحتية، كالمراحيض والإنارة. ويزداد الوضع ترديا في بعض المدارس القروية، التي لا يتوفر سوى 20 في المائة منها على الحد الأدنى من مرافق الصرف الصحي والإنارة، فضلا عن توفر تلميذ من كل خمسة بها على المقررات الدراسية. وعلى مستوى الجهود التي يبذلها المعلمون، يتضح أن الوقت الفعلي المخصص للتدريس يتأثر بغيابات المعلمين عموما، وكذا بفعل التأخير، لا سيما في الوسط القروي. كما أن الحيز الزمني اليومي المخصص لتدريس تلاميذ المدارس الجماعية يقل بواقع ساعة واحدة و8 دقائق، مقارنة بالمتوسط المتوقع على مستوى المدارس العمومية (أربع ساعات و26 دقيقة). من جهة أخرى، أظهر البحث بخصوص تقييم المعارف، أن المعلمين حصلوا على أقل من المتوسط في ما يخص الفرنسية (41 نقطة على 100) وعلى 34 نقطة مئوية في ما يخص التلقين التربوي، وعلى 55 نقطة مئوية في ما يخص اللغة العربية، فيما كان التقييم جيدا بخصوص مادة الرياضيات (84 نقطة مئوية). وفي ما يتعلق بالطاقة الاستيعابية، أشار البحث إلى وجود "فرق كبير" بين المدارس المتواجدة في الوسطين الحضري والقروي، على اعتبار أن الأقسام الحضرية تعرف اكتظاظا أكبر مقاربة بالأقسام المتواجدة بالقرى. وبالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل 4.8 في المائة كمعدل غياب غير مبرر لمعلمي المدارس العمومية. ومن خلال الجمع بين وقت الغياب عن القسم والتأخيرات والوقت المخصص للأنشطة غير التعليمية، تبين النتائج البحث أن التلميذ في المدرسة العمومية يحصل على متوسط يقارب 4 ساعات من التدريس الفعلي في اليوم الواحد، وهو ما يمثل 30 دقيقة أقل بالمقارنة مع ما هو منشود. وخلص البحث إلى التأكيد على اهمية الدعم المدرسي في المنزل وكذا الاستثمار في مرحلة ما قبل التمدرس لتملك مهارات التلقين والسعي الحثيث من أجل تعميم هذا السلك من التعلم على مستوى المدرسة العمومية من أجل تطويق مظاهر عدم المساواة المسجلة.