الحزب الإيطالي يطلق مع التقدم والاشتراكية مبادرة لجمع مكونات اليسار بحوض المتوسط نصب الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين، أوليفيرو ديليبرتو، نفسه للدفاع عن قضية الصحراء لدى الطبقة السياسية والرأي العام في إيطاليا، وأعلن في ختام زيارته للمغرب، وهي الأولى من نوعها التي يقوم بها زعيم حزب يساري إيطالي إلى المغرب، عن إطلاق مبادرة لجمع أحزاب اليسار في حوض البحر الأبيض المتوسط بتنسيق مع حزب التقدم والاشتراكية. وقال ديليبرتو في حوار مع «بيان اليوم»، «إن مساعيه لدى الطبقة السياسية والرأي العام بإيطاليا لشرح وإطلاعهم على الحقائق التي عاينها وعايشها، من شأنها أن تغير مواقف الكثيرين منهم، الذين يجهلون عن واقع البلاد العربية والمغرب على وجه الخصوص. وهي المواقف التي تكونت لديهم من خلال الصور النمطية التي يتلقونها عن حقيقة النزاع في الصحراء». ودعا الأمين العام للشيوعيين الإيطاليين إلى وضع قضية الصحراء في سياق التحولات التي يعرفها العالم وضرورة ربطها بما يجري الآن، معبرا عن استعداده للدفاع عن السيادة المغربية، ومساندة المبادرة المغربية لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا. وعاتب ديليبرتو العديد من القادة السياسيين والمجتمعيين بإيطاليا انسياقهم وراء الشعارات التضليلية المخالفة للحقيقة، واكتفائهم بسطحيات الأمور دون الخوض في عمق القضايا لفهم كثير من القضايا المرتبطة بالعالم العربي. وأعلن الأمين العام لأحد أهم التنظيمات اليسارية، ليس في إيطاليا فحسب، ولكن في أوروبا أيضا، والذي يقوم بزيارة للمغرب بدعوة من قيادة حزب التقدم والاشتراكية، عن إطلاق مبادرة لجمع شمل مختلف مكونات أحزاب اليسار بحوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى مد جسور الترابط بين هذه الأحزاب في ضفتي المتوسط. وقد تكلف حزب الشيوعيين الإيطاليين بالتنسيق مع الأحزاب الأوربية، في حين سيتكلف حزب التقدم والاشتراكية بالتنسيق مع أحزاب الضفة الجنوبية. وثمن ديليبرتو التطورات التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، والمكاسب التي تحققت، وعبر عن اندهاشه للتجربة المغربية في مجال التمثيلية النسائية بالمؤسسة التشريعية التي «تضاهي ما حققته حتى بعض الدول الأوربية، ومنها إيطاليا»، على حد تعبيره. منوها بتوفر المغرب على تشريع قانوني جد متقدم في مجال تقنين مجال السمعي البصري الذي يحترم التعددية السياسية ويعكس التطور الذي وصل إليه في هذا المجال، مبرزا أن إيطاليا عاجزة عن التوفر على مثل هذا التشريع الذي سيقطع الطريق لا محالة أمام الوزير الأول الحالي للوصول إلى الحكم. واعتبر ديلبرتو أن هناك تشابها ما بين التجربتين المغربية والإيطالية على المستوى السياسي، مستطردا بالقول: «لسوء الحظ أن اليمين هو الذي يحكم في إيطاليا، على عكس المغرب، فالتحالف الذي يدير الشأن العام يضم أيضا أحزاب اليسار». ولم يخف الزعيم السياسي الإيطالي امتعاضه من مواقف اليمين الإيطالي المغذية للكراهية والعنصرية، مستنكرا في الوقت ذاته، ربط مظاهر الإجرام والعنف بالأجانب، مشيرا أنه من مساندي تحسين وضعية المهاجرين. وأوضح أنه بحكم انتمائه لجزيرة سردينيا، فإنه يعرف جيدا أن المهاجرين، وإن كانت أقلية قليلة منهم تمارس هذا، فإن الإجرام والانحراف مصدره عصابات المافيا الإيطالية وليس المهاجرين الأجانب. وإلى جانب مباحثاته مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، وقياديين بالحزب، عقد الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين لقاءات مع كل من خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ونزهة الصقلي وزيرة الشؤون الاجتماعية والأسرة والتضامن، وهما معا عضوي المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، كما أجرى لقاءات مع محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، وفتح الله ولعلو، الكاتب الأول بالنيابة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعمدة الرباط، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية الجيدة التي تجمع المغرب بإيطاليا. وأعلن خلال لقاءاته مساندته ودعمه للمبادرة المغربية بمنح الأقاليم الجنوبية للملكة حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، باعتباره السبيل الوحيد من أجل التوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع.