تدخل ألمانيا والهند وجنوب إفريقيا هذا الأسبوع إلى مجلس الأمن الدولي بصفة أعضاء غير دائمين ما سيشكل فرصة لإعطاء فكرة عما يمكن أن تكون عليه صورة هذا المجلس في حال تم إصلاحه لجهة زيادة عدد أعضائه الدائمين. وفي الوقت الذي تبدأ فيه البرازيل, التي تطالب ايضا بان تصبح عضوا دائما, سنتها الثانية في المجلس, يتوقع دبلوماسيون أن تعطي الأشهر ال21 المقبلة فكرة عن ما يمكن أن تنجح في تحقيقه الدول الأعضاء القديمة والجديدة لتبريد النقاط الساخنة في العالم. وتهيمن الدول الخمس الدائمة العضوية (الصين والولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا) التي تملك وحدها حق النقض (الفيتو) على الهيئة الدولية منذ بداياتها في 5491. وتعمل معها عشر دول غير دائمة العضوية وفق نظام يسمح بتبديلها كل سنتين. وستخضع ألمانيا والهند وجنوب إفريقيا والعضوان الجديدان الآخران البرتغال وكولومبيا للامتحان اعتبارا من الأيام المقبلة, حيث سيتحتم عليها التعامل مع الأزمة في ساحل العاج والاستفتاء حول مصير جنوب السودان واستمرار المواجهة في شبه الجزيرة الكورية. وستحاول القوى الغربية من جهتها متابعة تحركات الدول الطامحة إلى شغل مقاعد دائمة في المجلس. وستدقق هذه الدول في تحركات جنوب إفريقيا والهند خصوصا لان «البعض يخشون وضع عراقيل في عمل المجلس», كما قال سفير طالبا عدم كشف هويته. وتعد الدول القديمة والجديدة حاليا بالتعاون بانسجام. وحتى الآن تحفظت بريتوريا وبرازيليا ونيودلهي على فرض عقوبات على دول مثل ايران. لكن سفير جنوب إفريقيا بازو سانكو أكد أن بلاده لا تريد مجلس امن «مجمدا». وقال لوكالة فرانس برس ان «كل بلد سيثير القضايا المهمة بالنسبة له ونأمل ان يكون هناك تأثير جماعي. لكن لن يكون هناك انقسام بين (هم ونحن)». أما السفير الهندي سينغ بوري, فأكد أن كل القوى «ستكون على الموجة نفسها على صعيد الأهداف العامة. إذا كان هناك بعض التمايز فسيكون بناء». ولم تعارض الهند فرض عقوبات أخيرا على إيران وكوريا الشمالية. وقال سفيرها «نعيد تقييم مواقفنا باستمرار. إنها الهند الجديدة». من جهته وعد الألماني بيتر فيتيغ بتقديم «قيمة مضافة» لعمل المجلس خلال ولايته. وقال «إذا رأت الدول أن المجلس قام بعمل جيد فهذا سيعطي بعض الدفع للمناقشات حول إصلاحه». وتؤيد فرنسا خصوصا توسيع المجلس ليضم القوى الجديدة بصفة أعضاء دائمين. وفي الولاياتالمتحدة عبر الرئيس باراك اوباما عن تأييده لقبول الهند. لكن كل هذه الخطط تراوح مكانها منذ سنوات. وآيا يكن مستقبلها, تنوي جنوب إفريقيا والهند وألمانيا ترك بصمات خلال عملها في المجلس. وتشير جنوب إفريقيا إلى أن ثلثي النزاعات التي تشغل هذه الهيئة تقع في إفريقيا. وقال سانكو إنها تريد تجنب سقوط الحروب الإفريقية في خانة «النزاعات المنسية» مثل النزاع في الصحراء الغربية الذي «لا تفعل» الأممالمتحدة من أجله أي شيء. أما الهند, الدولة الرئيسية المساهمة في قوات حفظ السلام, فتشدد على غرار ألمانيا, على دور المنظمة الدولية في حفظ السلام. وقد تعهد سفيرها بتعزيز احترام المجلس وجعله أكثر إصغاء للجمعية العامة.