إلى متى يظل المدرب شماعة تعلق عليها أخطاء الآخرين؟.. الى متى تظل لعنات الدنيا تهوي على هامة المدرب كلما ألمت الفواجع؟.. الى متى تظل أعين الحساد أحادية الرؤيا وعدوانية الانتقاد؟ الطعن في المدرب كيفما كانت صفاته وكيفما تعددت رؤاه التقنية وخططه التطبيقية، أصبحت موضة كل مسير وكل جمهور وكل محب. قبل أسابيع وخلال لقاء مصيري تعادل الدفاع الحسني الجديدي ومع ذلك سمع المدرب السلامي كل ألوان السب والشتم علما أنه رسم موسما جيدا، فما رأيكم بمدرب يخفق في تحقيق نتائج مرضية خلال موسم بأكمله، أظنكم تشفقون من حال هؤلاء الجنود الذين أصبحوا يحلمون بمهنة أخرى ولو كانت أقل ربحا، إنه كلما صبغت ألوان الهزائم والتقهقر فريقا ما إلا واتجهت الأبصار اتجاه المدرب، كما يقول المثل العامي "طاحت الصمعة، علقوا الحجام" فاعتقد أن هذا القرار الذي يتخذه المسؤولون عن الفريق بإبعاد المدرب قرار خاطئ من أعماق جذوره. فالمدرب لا يملك خاتم سليمان ولا العصى السحرية كي يرسل شعاعها المستتر على الفريق فيصير ذاك الفريق بين عشية وضحاها فريقا لا يشق له غبار وشار له بالبنان. ما هكذا يجب التفكير، فالفريق كي يشد بأسه، ويصلب عوده يلزم المدرب وقتا كبيرا وعملا وفيرا، ويجب أيضا، وهذا هو الأهم، إعطاء المدرب جل الصلاحيات خصوصا المدرب الوطني والذي نحتقره أحيانا ولا نوفر له ما نوفر للأجنبي، ولنأخذ العبرة من وداد فاس وما أنجره عبد الرحيم طاليب بعد ما كان الفريق في المؤخرة يعاني من خطر الانزلاق الى المجموعة الثانية. دورة بعد أخرى يتسلق الدرجات الى أن أمن موقعه وأصبح مهاب الجانب يقهر أعتد الأندية، شباب المسيرة استطاع الافلات نتيجة إعطاء الصلاحيات للمدرب يومير الذي عرف كيف يتعامل مع الظروف الصعبة التي مر منها الفريق. إذا نحن اهتممنا بمدربينا ومددناهم بكل ما نمد به الأجنبي فبالتأكيد أن المردودية ستكون جيدة، لأن المدرب المحلي ابن البلد يعرف المجتمع والبيئة واللغة وعقلية اللاعب المغربي. وقد أثارني وأدهشني إبعاد بعض المدربين خصوصا الوطنيين منهم وعلى رأسهم جمال السلامي، قليلا من الوعي يا سادة فليس بيد المدرب أن ينفخ لنا روحا سحرية من آلهة في فرقنا. فالمدرب إنسان إن وفرت له الظروف الملائمة والجيدة للعمل فلابد أن يكون ناجحا في مهامه.