تعيدنا إقالة مسؤولي فريق المغرب التطواني المفاجئة للمدرب الصربي إيفيكا تودوروف بعد انهزام فريق الحمامة البيضاء في قلب الدارالبيضاء أمام الوداد البيضاوي وتعيين محمد فاخر بدله إلى تسليط الضوء من جديد على ظاهرة تغيير المدربين التي أصبحت تشوب البطولة المغربية خلال السنوات الأخيرة. فماهي ياترى الأسباب الكامنة وراء تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها؟ وعلى أية أسس يتم اختيار وإقالة المدربين؟ في الدول التي تسيرفيها كرة القدمبمنطق الإحتراف نجد أنالمسؤولين على الفرق يعلمون علم اليقين أن إستقرار الفريق يرتبط أساسا بإستقرار إدارته التقنية والفنية المشرفة عليه، ولهذا السبب نجد أن جل الفرق في تلك البلدان تُبقي على نفس المدرب طيلة الموسم ولربما لعدة سنوات بغض النظر على النتائج التي حققها مع الفريق. أما في البطولة المغربية التي مازالت تعيش تحت وطأة الهواية فيبدو أنه لا اكثرات لبعض المسؤولين على الفرق بأهمية إستقرار الإدارة التقنية والفنية. فبدل أن يمنحوا المدرب الوقت الكافي لتطبيق مخططاته ويُصغوا لإقتراحاته وانتقاداته ويوفررا له الإستقرار الكافي و يربوا اللاعب عل إحترام مدربه، تجدهم يخاطبون المدرب بلغة "الباطرون" ويحشرون أنفسهم في الامور التقنية التي تعتبر من اختصاصات المدرب ولا يترددون في إقالته بمجرد انهزام الفريق في مباراة ماأو إختلاف في الآراء، بل وفي بعض الأحيان لا يكلف المسؤول نفسه عناء ذكر الأسباب التي دفعته إلى إقالة ذلك المدرب المسكين. المدربون الرُّحَّل أفرزت موضة تغيير المدربين، التي أصبحبعض المسيرين في المغرب من المدمنين عليها، صنفا جديدا وناذرا من المدربين أطلق عليه الإطار محمد فاخر أثناء حديثه على هذه الظاهرة خلال أحد البرامج الرياضية إسم: Les entraîneurs nomades أي المدربون الرُّحَّل والطريف في الأمر هو أن السيد محمد فاخربدوره ينتمي إلى هذا الصنف، فالرجل بدأ مشواره هذا الموسم مع فريق المغرب الفاسي ليجد نفسه بعد ذلك مضطرا إلى شد الرحال في اتجاه مدينة تطوان، والله أعلم إذا كان سيطول به المقام هناك أم سيجد نفسه مرة أخرى مضطرا إلى نصب خيمته في مدينة أخرى. أسئلة مفتوحة تتشكل معادلة النجاح والإسقرار في أي فريق من ثلاثة عناصر أساسية: المسير و المدرب واللاعب، وعلى كل طرف في هذه المعادلة أن يقوم بدوره على أحسن وجه دون تجاوز حدوده ومسؤولياته. فمتى ياترى سيفهم بعض المسيرين في المغرب هذه المعادلة؟ ومتى سيدركون بأن إستقرار الفريق يرتبط أساسا بإستقرار إدارته التقنية والفنية؟