على إثر الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له فتاة، يوم الأحد الماضي، من قبل مراهقين داخل إحدى حافلات النقل العمومي بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، وبعد انشتار مقطع فيديو الواقعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أدان كل من منتدى المناصفة والمساواة ومنظمة الطلائع أطفال المغرب ما وقع وطالبا، السلطات المعنية بتعميق التحقيق في هذا الملف، وترتيب المسؤوليات وإنزال أشد العقوبات على كل من ثبت تورطه بأي شكل من الأشكال، وكذا اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الحماية للفتاة الضحية وتمكينها من الحق في مواكبة طبية وفي مساعدة اجتماعية وقضائية. فيما يلي النصين الكاملين لبلاغي منتدى المناصفة والمساواة ومنظمة الطلائع أطفال المغرب. تابع، ويتابع، منتدى المناصفة والمساواة، بغضب بالغ وقلق عميق، انتشار شريط فيديو يظهر تعرض فتاة مغربية بمدينة الدارالبيضاء لاعتداء جنسي شنيع اغتٌصبت من خلاله، جماعيا وبشكل بشع، جسديا ونفسيا وإنسانيا، من قِبل عدد من الجناة القاصرين، وذلك على متن حافلة لا يبدو أي مؤشر على أي رد فعل من أي من ركابها. وإذ يدين منتدى المناصفة والمساواة، بأقصى العبارات وأقواها، هذه الجريمة الشنعاء، فإنه يحيي الرفض العارم الذي واجهها به المجتمع المغربي، ويستنكر، بالمقابل، بعض الأصوات النشاز التي حاولت يائسة تبرير الحادث بمبررات تضاهي الجريمة في فظاعتها. وفي نفس الوقت، فإن منتدى المناصفة والمساواة يطالب، بإصرار شديد، السلطات المعنية والمختصة بتعميق التحقيق في هذا الملف، وكشف جميع تفاصيله وحيثياته للرأي العام، وترتيب المسؤوليات وإنزال أشد العقوبات المقررة قانونا على كل من ثبت تورطه بأي شكل من الأشكال، وكذا اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الحماية للفتاة الضحية وتمكينها من الحق في مواكبة طبية وفي مساعدة اجتماعية وقضائية. وبذات الصدد، فإن منتدى المناصفة والمساواة، يدق ناقوس الخطر حول تنامي العنف بفضائنا العام عموما، وحول تأنيث التعرض للاعتداء على وجه الخصوص، مما تٌطرح معه بإلحاح شديد قضايا ومسؤوليات مشتركة ومن مواقع متعددة، سياسية، تعليمية، ثقافية، قيمية، أمنية، تشريعية، قضائية، مدنية، إعلامية، جنائية واجتماعية، تسائل مجتمعنا المغربي من حيث مداخل معالجة أعطابه، بما يحفظ تماسك النسيج المجتمعي ويؤمن أسباب العيش المشترك. وبذات المناسبة المؤلمة، فإن منتدى المناصفة والمساواة، وهو يتوقف عند خطر تنامي العنف وتعدد أشكاله ضدالنساء، فإنه يطالب، بقوة، بضرورة إخراج القوانين المتصلة به، ومنها قانون محاربة العنف ضد النساء، وكذا بتطوير وسائل وادوات الوقاية منه، وتوفير إمكانيات إعادة تأهيل الضحايا، مع ما يقتضيه الأمر من إشراك الهيئات النسائية والحقوقية. *** الطلائع تطالب بإعادة النظر في مدى قيام المؤسسات بدورها التربوي والتأطيري حماية المنظومة القيمية والحقوقية للمجتمع تلقى المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب باستياء بالغ الحدث المؤلم الذي هز شعور كل المواطنات والمواطنين ببلادنا، والمتمثل في الإعتداء الجنسي الذي تعرضت له مؤخرا فتاة مغربية داخل حافلة للنقل العمومي بمدينة الدارالبيضاء من طرف مراهقين جانحين. وبعد تدارسه العميق والشامل لمختلف الحيثيات والملابسات المرتبطة بهذا الحادث المؤلم، يعلن المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع -أطفال المغرب، للرأي العام الوطني ما يلي: – استحضاره القوي لخطورة الفعل المؤلم المرتكب ضد الفتاة الضحية، والذي اكتسى طابع العلنية من قبل جناة كلهم قاصرين، في تحد سافر لكل القيم المثلى والنبيلة والمدركات الجماعية المغربية؛ وهو ما يسائل في العمق المجتمع برمته وكل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ويطرح بإلحاح ضرورة إعادة النظر في مدى قيام هذه المؤسسات بدورها التربوي والتأطيري من أجل حماية المنظومة القيمية والحقوقية للمجتمع والتي كانت دائما ولاتزال هدفا ساميا لنضال منظمة الطلائع أطفال المغرب التربوي من أجل الأطفال ودفاعا عن حقوقهم في العيش الكريم والتنشئة الاجتماعية السوية، وحمايتهم من مخاطر الانحراف والإجرام وتعاطي المخدرات وكل الاختلالات السلوكية والتربوية، مساهمة منها في تأطيرهم وتأهيلهم على أسس سليمة لكسب رهان المستقبل، وإعداد نساء ورجال الغد، المتشبعين بروح المواطنة الحقة، وبالإحساس القوي بالمسؤولية، وبالتربية على حقوق الإنسان وواجب الاحترام تجاه المواطنات والمواطنين، في إطار جدلية الحقوق والواجبات وداخل الوعاء القيمي المكرس لمواصلة بناء المجتمع الديمقراطي الحداثي ، وخدمة المصالح العليا للوطن والشعب . – تأكيده القوي، على موقفه الثابت والمبدئي في التنديد بشدة بهذا السلوك الشنيع، وكذا تضامنه المطلق واللامشروط مع الفتاة الضحية في هذه المحنة. – تنبيهه وتذكيره ،بأن هذا السلوك المرفوض والمدان، ليس جديدا أو منفردا، وإنما يأتي في إطار تنامي ظواهر سلبية في المجتمع المغربي أكثر من أي وقت مضى، من قبيل الاعتداءات الجنسية التي تطال بشكل وافر وبنسب كبيرة، أوساطا واسعة من النساء والأطفال معا، وهو الوضع الذي يهدد تماسك وبنيان المجتمع المغربي، الأمر الذي دقت منظمة الطلائع أطفال المغرب ناقوس أخطاره المحدقة دائما وفي كل المناسبات، كما واصلت مواجهتها على أرض الواقع، بكل حزم وثبات، بتعبئة كل وسائلها النضالية المشروعة والمتاحة، في هذا الاتجاه ، إلى جانب كل المنظمات التربوية و هيئات المجتمع المدني الجادة، وكل القوى الوطنية والديمقراطية ، والضمائر الحية في بلادنا. – تأكيده على ضرورة ضمان شمولية ونزاهة وموضوعية التحقيق القضائي المفتوح من قبل الجهات المختصة في إطار قضاء مستقل ونزيه، يضمن حقوق الجميع، ويكرس قيم ومبادئ دولة الحق والقانون. كما يعتبر أن المقاربة القانونية تبقى مدخلا أساسيا لا مناص منه للتعامل مع مثل هذه السلوكات المشينة التي تهدد المجتمع المغربي؛ لكنه يعتبر بالمقابل أن هذه المقاربة ليست وحيدة وتبقى غير كافية ، بدون ربطها بالحاجة المجتمعية الملحة التواقة إلى تكريس وإرساء وتعميق أسس مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية، والكرامة لنسائه ورجاله وأطفاله، على كافة الواجهات الاقتصادية، والاجتماعية ، والتعليمية، الثقافية ، والتربوية، والرياضية، والترفيهية، وغيرها من الحقوق الأساسية، كمداخل أساسية كفيلة بضمان مغرب بدون جرائم بمختلف أشكالها، وجعل كل فئاته ومكوناته، وخاصة الأطفال في الأوساط الشعبية الهشة متسلحين بشعلة الأمل والثقة في المستقبل . – تجديده وبشدة، التأكيد على مطالب منظمة الطلائع أطفال المغرب، بالضرب بقوة القانون على مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي بكل أشكاله، وكذا تجريم التحرش الجنسي، علاوة على تحقيق مطلب أساسي يكتسي راهنية وأهمية مستعجلة لدى كافة المواطنات والمواطنين ببلادنا، والمتمثل في ضرورة توفير الأمن الكافي في مختلف الفضاءات العمومية، ضمانا لأمنهم وسلامتهم وطمأنينتهم، أمام التنامي المخيف لحوادث السرقة والاغتصاب والتحرش ومختلف أشكال الاعتداء، وغيرها من الممارسات المخلة بالقانون. تشديده على استعجالية إعادة النظر في المنظومة التعليمية وفي البرامج الإعلامية ببلادنا، وجعلها في خدمة التربية على المواطنة الحقة، وعلى ضرورة تكريس دولة الحق والقانون، ومبادئ حقوق الإنسان بكل أبعادها الخلاقة، ضمن جدلية الحقوق والواجبات، وكذا العناية والاهتمام بتطوير فضاءات تأطير الشباب والطفولة ودعم المنظمات التربوية، أكثر من أي وقت مضى، لتضطلع بدورها التربوي والتأطيري على أحسن وجه. ووعيا بمسؤولياتها التاريخية في هذا الاتجاه، فإن المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب وهو يستحضر تداعيات الحدث المؤلم، لا يسعه بالمناسبة إلا أن يقف على المكتسبات الإيجابية التي كرستها المنظمة، ضمن مسيرتها التربوية إلى جانب أطفال المغرب، ويؤكد من جديد على أن هذه المسيرة، لا زالت طويلة وشاقة، وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهود والتضحيات. وفي هذا الصدد، فان منظمة الطلائع أطفال المغرب تجدد العهد مع كل أطفال المغرب وعبرهم كل أسرهم وذويهم، على أنها لن تدخر أي جهد، في سبيل استنفار كل طاقاتها التربوية، أكثر من أي وقت مضى، وبكل وسائلها الذاتية والمحدودة، من أجل تأطير تربوي قوي ومتكامل وسليم لكل أطفال المغرب، بما يخدم المصالح العليا لوطننا وشعبنا.