يطالب مجموعة من الفلاحين أصحاب الأراضي المغروسة بنبتة الصبار، بتفعيل التأمين على الأراضي المؤمن عليها، بالاستفادة من التعويضات على إثر الأضرار التي لحقت الصبار، سواء على مستوى تسويق ثماره أو تغذية المواشي والدواجن. ونبه الفلاحون الذين نظمت مجموعة منهم على مستوى دائرة الرحامنة، وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة، إلى غياب أية خطة لتعويضهم عن الأضرار التي تلحق بهم، وعدم تحرك المسؤولين لمحاصرة الأمراض التي أصابت الصبار، داعين السلطات إلى الاهتمام بمصيرهم حفاظا على أراضيهم. وفي هذا الصدد، أفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بلاغ عممته حول الموضوع، أن التأمين في المجال الزراعي لم يستفد منه الفلاحون أصحاب الأراضي المزروعة بنبتة الصبار، معتبرة الأمر بمثابة حيف لفئة من الفلاحين الذين سيؤدي بهم الأمر إلى هجرة أراضيهم وتقديمها في طبق من ذهب لمافيا العقار التي تنشط بالمنطقة، حسب تعبير الجمعية. ووجهت الجمعية تنديدا حيال مواقف السلطات المحلية والإقليمية وكذا الجهات المؤمنة على الإنتاج الزراعي، والتي لم تقم بأي تحرك لفائدة الفلاحين سواء على مستوى التخفيف من الأضرار التي تعرض لها الصبار أو على مستوى التعويض الذي كان ينبغي أن يستفيد منه الفلاحون، تاركة إياهم يواجهون المصير المجهول في مواجهة الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها زراعتهم وضيق ذات اليد لمواجهة الأمر. ويشار أن نبتة الصبار التي تنتشر بعدد من المناطق بأقاليم سيدي بنور واليوسفية والرحامنة، والتي كان قد اعتمدها الفلاحون كزراعات أساسية بالنظر للمردودية المالية لها، أصيبت منذ سنتين بحشرة تسمى "الحشرة القرمزية"، مما تسبب في أضرار كبيرة لهذه الزراعات، حيث بات العلاج الوحيد حسب خبراء المعهد الوطني للزراعة والبيطرة، وأيضا مسؤولي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، هو اقتلاع هذه النباتات المتضررة منها ودفنها للحد من انتشار الوباء. ومعلوم أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، كان في إطار اختصاصه قد اهتم بالموضوع وأصدر بلاغا أكد فيه أن المرض الذي أصاب هذه النبتة يتعلق بحشرة قشرية صغيرة خاصة تصيب الصبار، وأنه وفق الأبحاث التي أجرتها فرق المكتب، لا تشكل خطرا لا على صحة الإنسان ولا على الحيوان. وأعلن أن مصالحه رصدت هذا المشكل الذي يرتبط بالصحة النباتية منذ شهر شتنبر من سنة 2014 بالمنطقة، موضحا أن هذه الحشرة القشرية التي أصابت نبتة الصبار، تتغطى بخيوط شمعية رقيقة بيضاء، مشيرا أن قتل الحشرة يفرز مادة ملونة حمراء قرمزية مرئية تسمى "كارمين"، وهي مادة تستعمل كملون طبيعي في الصناعات الغذائية وفي المواد الصيدلية والتجميلية، خاصة في بلدان أمريكا اللاتينية كالبيرو والمكسيك. هذا، وبالرغم من المشاكل التي شهدتها هذه الزراعات، فإن عرض هذه السنة من ثمار الصبار المطروح في الأسواق يعد كبيرا، مما يوفر مورد عيش للكثير من الباعة خاصة بالتقسيط (العربات المجرورة) في إطار ما يعرف بالتجارة غير المهيكلة، وهذه الوفرة تأتي حسب بعض الفلاحين نتيجة التساقطات المطرية الجيدة التي شهدها الموسم الفلاحي، حيث يأتي المنتوج من مناطق أخرى لم تصب فيها هذه النبتة بأية أمراض أو أضرار تذكر.