كشف سعد الدين العثماني رئيس الحكومة أن حجم التحويلات المالية لمغاربة العالم عرف نموا مضطردا خلال العقدين الأخيرين، حيث انتقلت من 20 مليار درهم سنة 1990 إلى 62.2 مليار درهم خلال السنة الماضية. وأوضح العثماني الذي كان يجيب على أسئلة المستشارين، أول أمس الثلاثاء، في إطار الجلسة الشهرية المتعلقة بحصيلة السياسة العمومية المرتبطة بمغاربة العالم، أن نسبة قليلة من تلك التحويلات المالية هي التي توجه نحو استثمار يهم، بالأساس، قطاع العقار بما يناهز 41 % من مجموع التحويلات، في حين لا تتعدى الاستثمارات في المشاريع الاقتصادية المنتجة نسبة 14 %، الشيء الذي يفرض تعبئة أكبر وتشجيعا خاصا لاستثمارات مغاربة العالم في بلدهم الأصل. وبحسب رئيس الحكومة، فإن عدد مغاربة العالم تضاعف خلال العقدين الأخيرين، حيث ارتفع من 1.7 مليون فرد سنة 1998 إلى أكثر من 4.5 مليون حاليا، أي ما يقارب 13 بالمائة من الساكنة، وهي موزعة تقريبا بالتساوي بين الجنسين، مشيرا إلى أن أغلبهم جالية شابة لا يتجاوز عمر حوالي 70% من أفرادها 45 سنة، من بينهم 20 % ولدوا بالخارج. ومن حيث التوزيع الجغرافي، ذكر العثماني أن مغاربة العالم يتواجدون بأزيد من 100 دولة في القارات الخمس، رغم تمركزهم القوي في أوروبا بنسبة 80 %، حيث يتوزعون، أساسا، ما بين فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وهولندا، وألمانيا، مؤكدا أن الجالية المغربية هي الأكثر قدرة على الاندماج في مجتمعات الإقامة، حيث تنخرط، فعليا في العمل السياسي وفي التدبير المحلي ومجال الأعمال بدول الإقامة، ولديها توجه عام نحو الاستقرار الدائم. وأقر رئيس الحكومة بالتحول الذي عرفته البنية السوسيو مهنية لمغاربة العام، حيث أصبحت ظاهرة الهجرة، يقول المسؤول الحكومي "تشمل أيضا المغاربة من ذوي الكفاءات في ميادين مختلفة، حيث تقدر نسبة عدد المهاجرين الحاصلين على مستوى باكالوريا + 5 أو أكثر ب 17 %، وهو ما يجعل المغرب يحتل المرتبة الثالثة عالميا بالنسبة لهجرة الأدمغة، حسب البنك الدولي. غير أن هذا المعطى لا ينبغي أن يحجب علينا بروز فئات تعيش في أوضاع اجتماعية واقتصادية هشة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة". ويبقى مغاربة العالم، وفق إفادة رئيس الحكومة، أكثر الناس ارتباطا بوطنهم المغرب، معتزين بالانتماء إليه، مشيرا إلى أن عدد المغاربة الذين يدخلون ويخرجون من المغرب بلغ حوالي أربعة ملايين وسبعمائة ألف خلال سنة 2016.