شكل مشروع تطوير الغاز الطبيعي في المغرب، صلب لقاء نظم بكوبنهاغن، نشطه ثلة من المتدخلين والخبراء الوطنيين والأجانب، في إطار أشغال دورة 2017 لمنتدى الطاقة الافريقي الذي انعقد من سابع إلى تاسع يونيو الجاري بالعاصمة الدنماركية. وبهذه المناسبة، قدم الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عبد الرحيم الحافظي، عرضا مدعما بالأرقام والرسوم البيانية، حول المحاور الهيكلية للمشروع المغربي للغاز الطبيعي. وذكر أن هذا المشروع يشمل محطة تهدارت (منطقة طنجة)، التي أطلقت سنة 2005، ويهدف إلى إنتاج 385 ميغاواط من الطاقة، ومحطة عين بني مطهر (80 كلم جنوبوجدة)، التي أطلقت سنة 2010، بقدرة 470 ميغاوات. وأكد أن إنجاز هذين المشروعين يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية الرامية الى تعزيز المزيج الطاقي بناء على خطوة تفضل المرونة، بالجمع بين الفحم والغاز الطبيعي والنفط، وفي الوقت نفسه تعزيز تطوير الطاقات المتجددة، وعلى الخصوص طاقة الرياح والطاقة الشمسية والموارد المائية. وأشار إلى أن المغرب، الذي حدد هدف التقليص من الاعتماد على الطاقات الأحفورية بنسبة 43 في المائة سنة 2020، وبنسبة 52 في المائة سنة 2030، يتوفر لذلك على خارطة الطريق 2015/ 2030، التي تتمحور حول تطوير الغاز الطبيعي والمحروقات. وأشار إلى أنه ضمن هذا الأفق بالضبط كان من المناسب القيام بإطلاق محطة للغاز الطبيعي المسال في الجرف الأصفر باستثمار يقدر بنحو 4.6 مليار دولار. وذكر أن 93 شركة قد أبدت حتى الآن عن اهتمامها بالمشروع، موضحا أن الدراسات المتعلقة به في مرحلة متقدمة جدا وأنه سيتم إطلاق طلب العروض في سنة 2018. وأكد المسؤول ذاته أن عشرين شركة تعمل في المغرب في التنقيب عن الغاز الطبيعي قد تحدثت عن مؤشرات جد إيجابية في عدد من المواقع، وعلى الخصوص في منطقة تندرارة (شرق). وفي السياق ذاته، أكد مدير المشاركات والشراكات بالمكتب الوطني للكهرباء والماء، السيد عبد الصمد صدوق، أن تطور الطلب على الطاقة في المغرب يرجع إلى تصنيع بالبلاد، وذلك بفضل تواجد العديد من الشركات الدولية، وخاصة في صناعة السيارات والطيران. وأبرز أن سنة 2017 سجلت انتعاشا في الطلب على الطاقة مع اتجاه يتأرجح بين 4 و6 في المائة. وأكد مختلف المتدخلين أهمية مشروع الطاقة المغربي، بفضل، على الخصوص، الإطار القانوني القوي، ودراسات الجدوى التي أعدت بشكل جيد وسياسة الشراكات والتعاون. ويشارك وفد مغربي هام في دورة 2017 لمنتدى الطاقة الإفريقي السنوي، الذي تنعقد أشغاله في كوبنهاغن، بمشاركة العديد من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء الشركات من 80 بلدا. ويتكون الوفد المغربي في هذه الدورة، الموجهة لتسهيل اللقاء مع العديد من المهتمين بهذا المجال، والتعريف بالمشاريع المغربية للغاز والطاقة المستدامة وتعزيز الشراكات الافريقية، من مسؤولين كبار بوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة، وآخرون. وبالنسبة للمنظمين فإن "الوفد المغربي الهام يعكس الشراكة المتنامية ل(إينرجي نيت) مع المملكة، والتي بدأت خلال السنة الماضية بمناسبة (كوب 22) مع منتدى إفريقيا حول الطاقات المتجددة، وتتواصل مع اجتماع (غاز أوبسيون) والمنتدى الإفريقي الثاني حول الطاقات المتجددة اللذان سينعقدان من 29 نونبر إلى فاتح دجنبر المقبل في مراكش". ويحضر هذا الحدث، المخصص لاستكشاف الفرص الاستثمارية وعقد شراكات وتوقيع اتفاقات لإنجاز عدد من المشاريع، 2100 مشارك و130 من الممولين والعارضين.