أثار نموذج المغرب في مجال الطاقة والمشاريع الهيكلية الجارية في المملكة اهتمام العديد من الخبراء والفاعلين ورؤساء الشركات، الذين شاركوا في دورة 2017 لمنتدى الطاقة الافريقي، الذي جرت أشغاله من سابع إلى تاسع يونيو الجاري في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. وقد تم التعبير على ذلك عشية افتتاح المنتدى، حينما أكد المنظمون أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يستعد ليصبح شريكا رئيسيا لجميع إفريقيا، القارة التي تكافح للتغلب على المشاكل المرتبطة بمجال الطاقة والبنيات التحتية. وأكد المنتدى أنه "في الوقت الذي تهتم فيه إفريقيا بإيجاد حلول للمشاكل الخانقة للطاقة والبنيات التحتية، أصبح المغرب بشكل سريع أحد أهم شركائها". وأبرز المنتدى، في رسالة إخبارية، نشرت على موقعه على شبكة الانترنت، أن "المغرب يسعى بشكل نشط، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى شراكات مدعومة بمشاريع التحول، مثل خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب". وشارك وفد مغربي هام، قاده الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عبد الرحيم الحافظي، في أشغال هذا المنتدى الموجهة لتسهيل اللقاء مع العديد من المهتمين بهذا المجال، والتعريف بالمشاريع المغربية للغاز والطاقة المستدامة وتعزيز الشراكات الافريقية. وضم الوفد ممثلين اثنين عن الوزارة، وستة من الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، وواحد عن المكتب الوطني للكهرباء والماء، وسعيد ملين المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، بالإضافة إلى ممثلي العديد من الشركات الخاصة العاملة في قطاع الطاقة. وعرف هذا الحدث، المخصص لاستكشاف الفرص الاستثمارية وعقد شراكات وتوقيع اتفاقات لإنجاز عدد من المشاريع، حضور العديد من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء شركات قادمين من 80 بلدا، وأكثر من 2100 من المشاركين و130 من الممولين والعارضين. وأكد الحافظي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النموذج المغربي للطاقة "قد أثار اهتماما بالغا لدى الشركات العالمية الكبرى التي عبرت عن رغبتها القوية في المشاركة في إنجاز المشاريع الكبرى المبرمجة الجارية في القطاع ضمن الفترة 2030/2017 ، والتي تقدر استثماراتها بنحو 42 مليار دولار، 30 مليار منها للطاقات المتجددة". وأجرى الحافظي، بالمناسبة، سلسلة من المباحثات مع وزراء أفارقة أو ممثليهم، من ضمنهم على الخصوص، الغابون وبوركينا فاسو والكوت ديفوار والسنغال وإثيوبيا وزامبيا. وكان الوفد المغربي، خلال مدة ثلاثة أيام، نشيطا على مختلف الواجهات، حيث شارك في مائدة مستديرة حول التعاون المغربي-البرتغالي في مجال الطاقة والنجاعة الطاقية، من تنظيم سفارتي المغرب والبرتغال في الدنمارك بهدف الوقوف على إمكانات البلدين واستكشاف الفرص المتاحة بكلا الجانبين. كما كان مشروع تطوير الغاز الطبيعي بالمغرب في صلب لقاء نشطه مجموعة من المتدخلين والخبراء الوطنيين والأجانب، قدم خلاله السيد الحافظي عرضا مدعما بالأرقام والرسوم البيانية، حول المحاور الهيكلية للمشروع المغربي للغاز الطبيعي. وقدم المسؤول ذاته، في إطار أنشطة الوفد المغربي، عرضا حول مشاريع الطاقة في المغرب خلال السنوات الخمس المقبلة، تطرق خلاله إلى الخطوط الرئيسية التي تشكل الانتقال الطاقي الوطني وتجسده في برامج ومشاريع رائدة. وبالنسبة للمنظمين، فإن "الوفد المغربي الهام يعكس الشراكة المتنامية ل(إينرجي نيت) مع المملكة، والتي بدأت خلال السنة الماضية بمناسبة (كوب 22) مع منتدى إفريقيا حول الطاقات المتجددة، وتتواصل مع اجتماع (غاز أوبسيون) والمنتدى الإفريقي الثاني حول الطاقات المتجددة اللذان سينعقدان من 29 نونبر إلى فاتح دجنبر المقبل في مراكش".