نظم حزب التقدم والاشتراكية، نهاية الأسبوع الماضي" السبت والأحد"، بالرباط، لقاءين تكوينيين لفائدة أطر حزب التقدم والاشتراكية ومناضليه ومناضلاته. اللقاء الأول خص لجهتي مراكش – آسفي وطنجة – تطوان – الحسيمة، فيما شمل اللقاء الثاني أقاليم جهتي الرباط – سلا – القنيطرة وفاس – مكناس. وتروم هذه اللقاءات، التي دشنها الحزب السبت الماضي، وتستمر إلى غاية الأسابيع القادمة، تمكين المناضلين وأطر الحزب من آليات تنزيل خطة التجذر التي صادق عليها الحزب في الدورة الأخيرة من لجنته المركزية فبراير الماضي. في هذا السياق، أكد كريم التاج، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن سلسة اللقاءات التي شرع الحزب في تنظيمها تهدف إلى تكوين مكونين في تنزيل خطة الحزب بمختلف الأقاليم والجهات، وذلك انطلاقا من الأفكار التي جمعها الحزب والمقترحات التي صاغها مناضلوه ومناضلاته منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أكد أنها لم تعبر عن حجم الحزب وإشعاعه المجتمعي. وأضاف كريم التاج أن هذه اللقاءات التي تأخذ شكل ورشات تكوينية تأتي ضمن خطة التجذر التي أطلقها الحزب في وقت سابق، مشيرا إلى أنها خطة ذات أبعاد مختلفة ومستويات متعددة وبقرارات شمولية تروم تقديم الأجوبة الكافية للنهوض بالفعل الحزبي. وأوضح التاج أن سلسلة اللقاءات هذه تجيب عن مجموعة من التساؤلات، وهي بالأساس أسئلة للتجذر، أي كيف نمكن حزب التقدم والاشتراكية من التجذر في الواقع، في الأقاليم والفروع، في المدن والقرى، وتجيب عن الآليات الضرورية لتمكين الحزب من الانتصار لقضايا المواطنين وقضايا مختلف الفئات الاجتماعية، معتبرا أن الخطة الجديدة تأتي لبلورة هوية الحزب ومرجعيته وأفكاره وطرحها على أرض الواقع وتفعيلها على الصعيد المجتمعي. من جهته أشرف عبد الرحيم بنصر عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، على مدى يومي السبت والأحد الماضيين، على تأطير الورشات التكوينية لفائدة مناضلي ومناضلات الحزب القادمين من الجهات الأربعة المذكورة سابقا. حيث قدم المسؤول الحزبي عرضا مفصلا لفائدة المناضلين والمناضلات المكونين بالأقاليم والجهات، مشيرا إلى أهمية تنزيل هذه الخطة التي سهر الحزب على وضعها بعد النتائج التي تحصل عليها في انتخابات 7 أكتوبر والتي عرفت تراجعا كبيرا بفعل العديد من الإكراهات والتدخلات. وأوضح بنصر أن الوقت حان ليتجذر الحزب في محيطه الاجتماعي تماشيا وقناعاته وإيديولوجية اليسارية وهويته المجتمعية ومرجعيته الحداثية، مشيرا إلى أنه لا يمكن اعتبار أي فرع متجذر في المحيط الاجتماعي دون التوفر على الرافعات الأساسية والخصائص التي تمكنه من التواجد الفعلي في الميدان وتأطير الجماهير وخدمة المصالح الاجتماعية للمواطنين. والتواصل مع كافة الشرائح المجتمعية. ودعا بنصر في ذات الورشات إلى ضرورة الالتفاف على قرارات الحزب المركزية واستيعابها وتنزيلها، لا سيما المتعلقة بالتوجهات الكبرى وبالمرجعية الأساسية للحزب وهويته، مشيرا إلى أن الحزب صاغ العديد من القرارات من أجل تجويد عمله والتي سيشرع في تنزيلها وتطبيقها. كما قدم المسؤول الحزبي مقاربة تنظيمية جديدة تروم تطوير العمل الحزبي بجميع فروع الحزب عبر برنامج واضح يتجلى بداية في إعادة الهيكلة العامة للفروع المحلية والإقليمية وتجديدها، بالإضافة إلى تأسيس خلايا تنشط وسط المواطنين. موضحا في هذا السياق أن هناك تغيرات مجتمعية تستلزم من الحزب الانخراط فيها وتأطير المواطنين كي لا تبقى حركات عفوية، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى خصوصا وأنها غير مؤطرة من قبل أي تنظيم، حيث أكد على دور الحزب المجتمعي ودوره الوطني الكامن في الدفاع عن الطبقات المحرومة والفئات الشعبية مقابل احترام المؤسسات وضمان أمن واستقرار الوطن. إلى ذلك عرفت الورشات التكوينية التي شارك فيها عدد من مناضلي الحزب وأعضاء لجنة المركزية، نقاشا مستفيضا حول التنزيل السليم لخطة الحزب والأهداف المتوخاة منها، وأساسا الأهداف المجتمعية كخدمة المواطنين والاحتكاك بالقضايا والإشكالات الاجتماعية التي يعاني منها الشعب المغربي، بالإضافة إلى أهداف سياسية تتجلى في توعية الناس واستعادة ثقتهم في الحياة السياسية وحثهم على المشاركة الانتخابية وفق منطق المؤسسات، بالإضافة إلى تجويد الحياة السياسية وتطوير التواصل الحزبي. يشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية شرع منذ أول أمس السبت في تكوين مناضليه ومناضلاته بمختلف فروعه المحلية والإقليمية والجهوية، حيث نظم جلستين أطرهما عبر الرحيم بنصر عضو المكتب السياسي، ترأس الجلسة الأولى يوم السبت رشيد روكبان عضو المكتب السياسي، فيما ترأس كريم التاج عضو المكتب السياسي الجلسة الثانية يوم الأحد بالإضافة إلى فاطمة الزاوي عضوة اللجنة المركزية كمقررة. وتابع الجلستين كل من أعضاء المكتب السياسي عبد الأحد الفاسي، مصطفى الرجالي، مصطفى عديشان، محمد أمين الصبيحي. وسيستمر هذا التكوين إلى غاية الأسابيع القادمة، إذ يراهن حزب التقدم والاشتراكية على تطوير عمله الحزبي والتجذر في قلب المجتمع والالتحام بقضاياه وتقديم أجوبة لإشكالاته وتأطير المواطنين والدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة. جدير بالذكر أن الحزب كان قد صادق بالإجماع على اعتماد خطة "تجذر" عقب آخر اجتماع للجنته المركزية بداية فبراير الماضي، وذلك بعد تجميع تقارير الفروع الإقليمية والجهوية التي تلت انتخابات 7 أكتوبر وهمت تقييم الأداء الحزبي خلال السنوات الأخيرة وخلال المحطات الانتخابية، حيث تبين أن الحزب يتمتع بشعبية كبيرة وسط المجتمع في حين لم يستطع بلورة ذلك على المستوى الانتخابي مما استدعى الحزب لبلورة خطة جديدة من أجل التجذر في المحيط المجتمعي.