لم تمر بعد أكثر من 24 ساعة عن اختتام فعاليات أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" الذي احتضنه المغرب، يوم أمس الأربعاء، كأول بلد إفريقي بحضور أزيد من 80 دولة، حتى خرج إلينا نظام العسكر بالجزائر، عبر وزارة خارجيته ببيان أقل ما يقال عن من كتبه، أنه كان تحت الصدمة، بسبب النجاح الباهر لهذا الاجتماع، الذي أجمعت كل الدول المشاركة فيه على الدور الريادي للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب. وعقب النجاحات المتتالية للدبلوماسية المغربية على هامش هذا الاجتماع، والتي برزت بشكل كبير من خلال إقناعها لعدد من الدول بجدية مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، سارع نظام العسكر الجزائري للخروج وبوجه مكشوف لمهاجمة المغرب واتهامه بتحويل اجتماع التحالف الدولي ضد داعش إلى حدث مخصص لقضية الصحراء المغربية. جاء ذلك في بيان للخارجية الجزائرية، أصدرته هذا المساء، قالت فيه: إن "المؤتمر الدولي لمحاربة الجماعة الإرهابية "داعش" الذي انعقد بمراكش، أثار ضجة بفعل بيانات من إنتاج البلد المضيف، الذي عمل على تحويل هذا التجمع إلى حدث مخصص لقضية الصحراء المغربية". واتهمت خارجية نظام العسكر المغرب أيضا في ذات البيان، بتضليل عدد من المشاركين، هؤلاء المشاركون الذين عبّر العديد منهم عن دعم دولهم للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على أراضيه بالصحراء المغربية، وهو الأمر الذي أغاض كابرانات قصر المرادية، ما تسبب لهم في عزلة إقليمية ودولية التي يعيشونها منذ مدة بسبب الضربات المتوالية التي يتلقونها على أيدي الدبلوماسية المغربية. يبدو إذن أن نظام العسكر بالجزائر لم يتقبل النجاح الباهر للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش المنعقد في المغرب، وما رافقه من ردود أفعال دولية نوهت بقوة المغرب وريادته في مجال مكافحة الإرهاب، في وقت يعلم المنتظم الدولي أن نظام شنقريحة يرعى الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء ويقدم الدعم للجماعات المسلحة وفي مقدمتها عصابة البوليساريو التي تسعى لجر المنطقة لمستنقع اللأمن واللااستقرار. يظهر إذن مرة أخرى هذا البيان الصادر عن الخارجية الجزائرية، أن الجزائر تعتبر طرفا رئيسيا في نزاع الصحراء المغربية، وأنها هي من افتعلته رغم أنها ظلت ولازالت تنكر ذلك، وتحاول أن تطيل أمده وأن تقف في طريق إيجاد حل نهائي له، لأنها تعلم جيدا أن نهاية عصابة البوليساريو وأطروحتها الانفصال المشروخة هي نهاية لنظام العسكر الذي جثم على نفوس الجزائريين منذ مئات السنين.