أكدت الخارجية الجزائرية من جديد فشلها الديبلوماسية، والذهاب بعيدا بوضع الجزائر في عزلة دولية غير مسبوقة. فهل الجزائر القدرة على مواجهة اختيارات ومواقف عشرات الدول من كل القارات، التي عبرت صراحة عن دعم مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية؟ أم أن الأمر لا يعدو تنفيسا عن أوجاع الآلام التي ألمت ببطن"عصابة دولة الجزائر"، بسبب النجاح الباهر للديبلوماسية المغربية إقليميا ودوليا؟ ماذا تعني الخارجية الجزائرية بكون "مؤتمر داعش بالمغرب تحول إلى منصة للمساومة حول القضية الصحراوية"؟ وقولها أيضا أن المجتمع الدولي إنساق وراء "حيل المغرب"؟ لتكن الخارجية الجزائرية أكثر شجاعة ولتعبر عن إدانتها لما أقدم عليه المجتمع الدولي يوم الأربعاء 11 ماي 2022، حين عبر من مراكش الحمراء، عن دعمه الصريح لمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في صحرائه! لتتحلى الخارجية الجزائرية بالشجاعة اللازمة ولتعلن إدانتها للدول العربية والخليج العربي، التي أكدت من مراكش حرصها على أمن واستقرار المغرب وعلى وحدته الترابية وبأن الصحراء، صحراء مغربية! لماذا لا تدعو العصابة المتحكمة في رقبة الجزائر إلى اجتماع دولي خاص بما تسميه "الصحراء الغربية وتصفية الاستعمار بها"، ولترينا حينها نجاعة دبلوماسيتها، وكم عدد الدول التي ستساير خطها وأطروحتها؟ هذا إن استطاعت أصلا إقناع ولو ثلاثة دول للحضور! ثم لماذا لم تستطع عصابة الجزائر تنظيم قمة الجامعة العربية المقررة في مارس الماضي بالعاصمة الجزائر؟ الجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى كثير تفكير. العصابة صارت منبوذة عربيا واقليميا ودوليا. وبالأرقام، ولا دولة عربية واحدة تساند عصابة الجزائر في أطروحتها، وحتى تونس وموريتانيا لم يعلنا يوما أنهما مع ترهلات العصابة. دول الخليج العربي، وعقب اجتماعها الأخير، أصدرت بيانا ختاميا أشارت فيه إلى شمال إفريقيا، وقالت إنها مع أمن واستقرار المملكة المغربية ومع وحدته الترابية ومغربية صحرائه، فأين حوقع الجزائر في شمال إفريقيا؟ كل محاولات عبد المجيد تبون ووزير خارجيته لإقناع مصر وغيرها من الدول العربية أملا في عقد القمة العربية بالجزائر في موعدها باءت بالفشل، لأن لا أحد من هذه الدول صار يعطي قيمة للجزائر التي صارت رهينة عصابة بكل معاني الكلمة. بلاغ العجز: