تشكل ذكرى المسيرة الخضراء مناسبة سنوية للمغاربة للتعبير عن وحدة كافة مكونات المملكة والالتزام بالمسار التنموي الذي شقه المغرب بفضل السياسة الملكية، وكذا الاحتفاء بالإنجازات المحققة لصالح قضية الوحدة الترابية من طرف الدبلوماسية المغربية على المستويين الداخلي والخارجي بدرجة أكبر. وتأتي الذكرى 46 للمسيرة الخضراء هذه السنة في سياق شهدت فيه قضية الصحراء المغربية مجموعة من النجاحات التي تحققت بسبب نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، في حشد المزيد من الدعم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في احترام تام للسيادة الوطنية، ونجاح الدبلوماسية المغربية أيضا في إقناع عدد من الدول بسحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية، ناهيك عن دفع مجموعة من الدول إلى فتح قنصلياتها بكل من العيونوالداخلة، قبل أن تنجح أيضا قبل أيام في إقناع الدول الأعضاء بمجلس الأمن للتصويت لصالح مشروع القرار الاممي المتعلق بالصحراء المغربية والذي تقدمت به الولاياتالمتحدةالامريكية، مما اعتبر انتكاسة أخرى للجزائر ودميتها البوليساريو. دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة للمغرب لقد نجحت الدبلوماسية المغربية التي تسير بخطى تابثة وبعيدا عن الضجيج والبهرجة، خلال السنوات الأخيرة، في تحقيق العديد من المكتسبات لقضية الوحدة الترابية للمملكة، جعلت الخصوم يفقدون صوابهم ويحملون المغرب فشلهم الذريع في العديد من المجالات ببلادهم، حيث استطاع المغرب بقيادة الملك محمد السادس منذ عودته لشغل مقعده بالإتحاد الإفريقي إقناع العديد من الدول الأفريقية وكذا دول من جل قارات العالم بجدية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما توج بتقليص عدد الدول التي كانت تعترف في وقت سابق بجمهورية البوليساريو الوهمية من 84 دولة إلى 40 فقط لحدود الساعة، بعدما سحبت وجمدت 44 دولة اعترافها بها، مما يوضح بشكل جلي أن المغرب عبر دبلوماسيته استطاع أن يقنع هاته الدول برغبته الحقيقية في إنهاء هذا المشكل والسير قدما بالمملكة وتحقيق تطلعات شعوبها. افتتاح قنصليات بمدينتي الداخلةوالعيون عاصمة الصحراء المغربية لقد عرف عمل الدبلوماسية المغربية خلال العامين الآخيرين نجاحا كبيرا جسده إقناع حوالي 25 دولة بفتح قنصلياتها بمدينتي الداخلةوالعيون، ما جعل عصابة البوليساريو وحاضنتها الجزائر يفقدان أعصابهما ويلجاءان للتصعيد من حدة حملاتهم المغرضة للنيل من المغرب ووحدته ومؤسساته، دون أن يتمكنوا من النجاح في ذلك، بسبب ضعف مواقفهما أمام المنتظم الدولي. وقد وصل عدد القنصليات التي تم فتحها بمدينة الداخلة إلى عشر قنصليات لكل من سيراليون، بوركينافاسو، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، فيما احتضنت مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية قنصليات كل من جزر القمر، والغابون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وساوتومي، وبرينسيبي، وبوروندي، وكوت ديفوار، وإسواتين، وزامبيا، والإمارات، والبحرين، والأردن. هزم الجزائر والبوليساريو بمجلس الأمن وإقناع دوله بالتصويت لصالح المغرب وقضية وحدته الترابية لقد ألحقت الدبلوماسية المغربية هزيمة نكراء بالنظام العسكري الجزائري ودميته البوليساريو بمجلس الأمن بالأمم المتحدة، بعدما نجحت في حشد غالبية أصوات الدول الاعضاء لفائدة مشروع القرار المتعلق الذي تقدمت به الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف التاريخي للمملكة المغربية، والذي يدعو لتمديد ولاية بعثة المينورسو بالصحراء المغربية والعودة للحوار السياسي، مع إجبار الجزائر على الجلوس لطاولة المفاوضات باعتبارها طرفا رئيسيا في هذا النزاع المفتعل، حيث صوتت لصالحه 13 دولة من أصل 15 دولة أعضاء مجلس الأمن، مع امتناع كل من تونس وروسيا عن التصويت، فيما لم يلقى هذا القرار رفض أية دولة، مما شكل ضربة لخصوم الوحدة الترابية للمغرب. وقد جعلت هذه الهزيمة المدوية والمذلة التي تكبدتها الدبلوماسية الجزائرية على أيدي نظيرتها المغربية، نظام العسكر بالجزائر ودميته عصابة البوليساريو يصعدون حدة تهديداتهم، بل وصل بهم الأمر إلى الدعوة الاستهداف المغرب بعمليات إرهابية ومس امنه واستقراره، مما جعل العالم يعرف حقيقة نظام العسكر الإرهابي الذي يسعى لإدخال المنطقة في خالة الفوضى واللاستقرار، وبطبيعة الحال لن ينجح في ذلك في ظل الهدوء والحكمة والرزانة التي يتعامل بها المغرب مع هذه المناورات والمناوشات التي أصبحت تتعامل بها الجزائر مع المغرب.