سيقرب موقع "برلمان.كوم" خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن المغربية، من خلال سلسلة تحمل اسم "مدن مغربية بين الماضي والحاضر"، بحيث سيتم التطرق للحديث عن بعض المدن المغربية لمعرفة تاريخها وأهم المعالم المتواجدة بها، بالإضافة إلى أهم ما تتميز به سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة "مدن مغربية بين الماضي والحاضر" لتاريخ مدينة مكناس، التي تعتبر واحدة من أعرق المدن المغربية. وحسب العديد من المراجع التاريخية، فقد تم تأسيس مدينة مكناس في القرن العاشر الميلادي، وأمر السلطان مولاي إسماعيل ببنائها لتصبح العاصمة الجديدة لمملكته التي حاول أن تكون مثل العواصم الأوروبية، لدرجة أنّها شبهت بفرساي الفرنسية. وتتميز مدينة مكناس بشساعة مساحتها وتعدد مبانيها التاريخية وأسوارها حيث أحاطها المولى إسماعيل بأسوار تمتد على طول 40 كلم، تتخللها مجموعة من الأبواب العمرانية الضخمة والأبراج. وتعتبر الفلاحة والصناعات الغذائية والفلاحية من أهم الأنشطة الاقتصادية للمدينة، إلى جانب صناعة الأخشاب والصناعة التقليدية والسياحة، كما تعتبر من أكثر مدن المغرب إنتاجا للمحاصيل الزراعية، نظرا لمناخها المناسب ووفرة مياه الأمطار. وتم إدراج مدينة مكناس، على لائحة التراث العالمي التابع لمنظمة العلوم وثقافة اليونيسكو كإرث حضاري مغربي فريد على مستوى العالم، وذلك سنة 1996م خلال الاجتماع العشرين للجنة التراث العالمي، وبالتأكيد فإن مسألة إدراجها لم تأت من فراغ، بل كانت ردة فعل طبيعية لحماية معالمها الأثرية. وتتميّز هذه المدينة باحتوائها على العديد من الآثار التي تُدهش السياح القادمين من جميع أنحاء العالم، أعظم آثارها هو باب المنصور الضخم المشهور بنقوشه الفسيفسائية، وكذلك القصر الملكي الذي يتميّز بأسواره العتيقة، بالإضافة إلى ضريح مولاي إسماعيل، ومسجد بريمة، وكذلك سيدي عثمان، بالإضافة إلى القصر الجامعي الذي يعتبر متحفاً شهيراً للفن المغربي. وتسمى مكناس بمدينة الزيت والزيتون، لكثرة أشجار الزيتون المنتشرة على أراضيها، لذلك تُصنّف كإحدى المدن الفلاحة الموجودة في المغرب، والذي يستفاد منه كغذاء ولاستخلاص الزيت وفي الحصول على الأشجار. ويعتبر الزيت المكناسي من أجود أنواع الزيوت وأكثرها نقاء ولذةً، كما تنتشر فيها زراعة العنب ويصدر منه إلى كبرى العواصم الأوروبيّة.