وقف المغاربة الوطنيون بمختلف شرائبهم وانتماءاتهم وقفة رجل واحد للرد على الصحفي الجزائري التافه، الذي يعمل تحت مظلة قناة "البي إن" القطرية، فمنهم من رد بهدوء ليفحمه بالحجة والدليل عن حقيقة المغرب والمغاربة، ومجدهم العريق، وحضارتهم الضاربة في التاريخ. ومنهم من اختار الرد بأسلوب الشتم واللكم، كي يدني من عنجهية المتحامل، ويحط من مسعاه. وكلا الجانبين تحليا بروح التجند والوطنية، دفاعا عن كرامة وشرف المغاربة. ولم يتخلف من ركب المنتصرين لكلمة الحق والشرف صحفيو قناة الجزيرة و"البي إن"، وخاصة عبدالصمد ناصر، المعروف عربيا بكفاءته ومهنيته، ومحمد عمور، المسؤول المغربي في القسم الرياضي للقناة القطرية، والذي نال المسؤولية بجدارة واستحقاق معترف بهما في محيط القناة القطرية. ولقد ارتأينا في موقع برلمان.كوم بأن لا نوجه ذخيرتنا الثمينة ضد خنفسة تائهة، تتغذى على الروث والبراز، ولكن، في المقابل، وأمام هذه الضجة التي أحدثتها هذه الحشرة المستخفة بالقيم وبأخلاقيات المهنة، والمستهينة بالكرامة الإنسانية وحضارات الشعوب، والمزملة بثياب قناة قطرية معروفة على المستوى العربي والغربي، وجب طرح سؤال فصيح صريح: كيف لهذه القناة ان تبقى مكثوفة الأيدي أمام تطاولات وتحاملات صحفيين، كانوا حتى الأمس القريب نكرات في الوجود الصحفي، فالتفوا على شهرة هذه القناة، واستغلوا موقعها الإعلامي، وأصبحوا يطلون علينا من نوافذها، ليتفننوا في شتم ولعن اعراض دول وشعوب، لا تربطها بدولة قطر وبالشعب القطري إلا الخير والإحسان، بينما هم في ذلك مجرد مسخرين من أنظمة أخرى، وأبرزها النظام العسكري الحاكم في الجزائر؟ سؤال كهذا، يستحضر بُعدا أكثر خطورة واعمق أثرا، وهو احتمال أن تتحول هذه القناة العربية إلى سلاح في يد الجنرال سعيد شنقريحة، كي يوجهه صوب أي جهة لا يرتاح إليها، خاصة ان الصحفيين المعنيين، لا يمكن أن يسمع لهم أي صوت إلا من داخل هذه القناة العربية. وبالتالي، فقد كان من الأجدى والأجدر أن يوجه إلى هذا الشخص "المدرج" ضمن قائمة أردل الصحفيين، إنذار صريح ، أو أن يتم طرده من القناة احتراما للمعايير المهنية. إن مسؤولية القناة القطرية تكمن في كون هذا الصحفي يستغل شهرتها لا شهرته، ويوظف تغطياتها لأحداث رياضية كبرى، كي يحولها الى حجر يرمي به من يشاء أو يشاء أسياده. كما أن المستوى اللغوي والمعرفي الهزيل لهذا المعلق التافه، يفرض على مسؤولي هذه القناة مراجعة اختياراتهم، خاصة بعد الشهرة التي أمست اليوم تنعم بها. فالصحفي المتلاعب ب"أدراج"اللهجة "الدارجة"،لا يتوقف عن الصراخ التافه، وعن استباق الأهداف قبل تسجيلها، وعن العويل والصراخ والتوجع والنواح، بل والتأوه أحيانا بشكل يوحي بالممارسات الشاذة وغير الاخلاقية، وذلك كله اثناء تعليق رياضي من المفترض أنه يلج كل البيوت بما فيها المحافظة، ويشكل فرصة للتذكير بالمعطيات والمعلومات والمعارف الرياضية مادام المتتبع يرى بأم عينيه وقائع المباراة. إلا أن مسؤولية إثارة قضية هذا الصحفي وغيره كالصحفي جمال ريان، لا تتوقف عند حدود هذه القناة، بل تنطلق من مسؤولية الوزارة المعنية عندنا، التي يوجد على رأسها اليوم وزير شاب ومتتبع للأحداث، والذي من واجبه اليوم أن يتواصل مع الجهة المعنية بقطر، قصد توضيح الموقف، وإحاطتها علما بغضب المغاربة من طيش ونزق عسكري جزائري متخفي في عباءة صحفي بالمؤسسات الرسمية الاعلامية القطرية.