اعترف مصطفى سيد البشير، القيادي بجبهة البوليساريو والذي عينه ابراهيم غالي مؤخرا في منصب ما يسمى "وزير الأراضي المحتلة والجاليات" أنه ليس وزيرا وأن غالي ليس رئيسا لدولة، والجمهورية الوهمية ليست دولة. وتشكل تصريحات القيادي المذكور قفزة نوعية في مسار القضية الوطنية، وضربة أخرى للبوليساريو" ولحاضنتها الجزائر وللدول المساندة لها ومنها بعض الدول المتواجدة بإفريقيا وبأمريكا الجنوبية. وتأتي هذه التصريحات المفاجئة في مرحلة أعقبت الضربات المتوالية التي وجهتها الدبلوماسية المغربية لأعداء الوحدة الترابية للمغرب، بداية بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وبقرار مجلس الأمن الأخير، مما جعل "البوليساريو" تعيش آخر أيامها خصوصا وأنها أصبحت تشكل عبئا كبيرا على حاضنتها الجزائر التي تعاني هي الأخرى من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة تهدد استقرارها. فخلال اللقاء الذي جمعه ببعض الصحراويين بمنطقة مانت لا جولي الفرنسية، أمس الإثنين، قال القيادي المذكور الذي كان يشغل في وقت سابق مهمة وزير الداخلية صوريا فقط : "يجب أن نكون واقعيين، ليس لدينا شروط لإقامة دولة للعيش، ولا نعلم أين نذهب، منذ 46 عاما ونحن نطلب المساعدة من الجزائر من مياه وغاز ووقود وأسلحة". وأضاف: "أنا لست وزيرا للأراضي المحتلة، أنا مجرد لاجئ في دائرة المحبس الواقعة بتندوف على الأراضي الجزائرية، علينا أن نكون واقعيين وبدون كذب، وزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر العاصمة، ورئيس وزرائنا بشريا بيون ليس رئيسا للحكومة"، مسترسلا بالقول: " من يأتي منكم ويطلب أن يتم التعامل معه كجزائريين، لا، لن يعاملوكم بمثل ما يعاملون به الجزائريين، فأولئك هم مواطنون جزائريون وأنتم من بلد آخر و تسكنون في بلد آخر، نحن لا يجب أن نخطئ، حكومة في المنفى ولاجئة عند الجزائر، الجزائر لديهم وزير خارجية، وهل " ولد السالك " وزير خارجية آخر في الجزائر ؟ هذا ما يجب أن تفهموه، ووزيرنا الأول يسمى بشرايا بيون، وليس اسمه عبد العزيز جراد". وأوضح ذات المتحدث قائلا: " ابراهيم غالي ليس سوى لاجئ في الدائرة المسماة "الكويرة" ومسجل باسم غالي سيد المصطفى، وليس هناك اسم إبراهيم، مضيفا أن وكالة اللاجئين لا تعتبره رئيسا لدولة أو مسؤولا كبيرا، وإنما تعتبره كباقي الصحراويين المحتجزين بتندوف وتصنفهم لاجئين يعيشون بفضل مساعدة الجزائر. وتشكل تصريحات القيادي مصطفى سيد البشير إيدانا بقرب تملص الجزائر من الحمل الثقيل الذي ظلت تزوده بالعتاد والغذاء، خاصة وان الإغراءات المالية لحكام الجزائر أخذت وجهة أخرى كتونس وفلسطين وغيرهما. كما تشكل إحراجا كبيرا لبعض الدول التي اعترفت بالجمهورية الوهمية وعلى رأسها جمهورية جنوب إفريقيا.