بالرغم من أن لعنة المناضل الراحل نوبير الأموي طاردت المحامي محمد زيان، الذي ساهم في إدخاله السجن، فإن هذا المحامي عجز أن يواري سوءته الى أن كشفتها فيديوات المتربصين به في لحظة طيش وخطيئة. ولأن محمد زيان فقد كل صلاحياته المهنية ومصداقيته الإنسانية منذ أن اعترف بخطيئته المرتكبة داخل إحدى فنادق سلا المحادية لنهر أبي رقراق، فقد أصبح من الصعب عليه إقناع أي كان بخطاب التكفير التي التجأ إليها كآخر ملجإ في آخر العمر. ولقد أصبحت ا قلام الكثير من المتعطشين الى الأخبار المثيرة تشفق على حالة محمد زيان وهو يصرخ في الشوارع والطرقات، محاولا التماس المغفرة من قلوب الأتقياء، قبل أن يواجه حقيقة أفعاله أمام سلطة القضاء. ولعل طموحات زيان قد خانته كثيرا كما خانته رغباته الجياشة في آخر العمر، فلم يدرك عواقب زلات لسانه، الذي أطلقه يعربد عبر الميكروفونات الإلكترونية المتعطشة لهفواته ونزواته المغرية لدى الصحافة والاعلام. فالكل يعلم أن زيان يمكن أن يحتمي بالحيل القانونية، والجرأة الكلامية، والخدع اللسانية، إلا الفتاوي الفقهية والحكايات الدينية، إذ لو كان لهذه الحكايات لسان لتبرأت منه براءة الذئب من دم يوسف. لن نسأل محمد زيان عن لماذا لم يتحل بمحكم كتاب الله حين ساهم بزج نوبير الاموي في غياهب السجن، ولم يرتكب حينها المناضل الكبير قيد أنملة من الجرائم التي ارتكبها زيان نفسه؟ لن نسأل المحامي زيان كيف لم يستحضر الجانب الروحي، وهو يرتكب اكثر من خطيئة محرمة دينيا، وكيف لم يتق وجه الله وهو يحرث فوق حرث مسلم مهاجر ويهتك عرض زواجه، ويعبث ببراءة طفلته التي لا قدرة لها عن الدفاع عن طهارة دينها؟ إن زيان لم يستح أبدا من شيبه، وقد بلغ من الكبر عتيا، ولم يوقر عفة العقود وطهارة الأخلاق وهو يزهو بماله ونفوده ومهنته، وهاهو يجد نفسه وحيدا يصرخ بين الأحياء والأجواء، بل يجد نفسه معزولا امام محاكمة لن تطالبه بأكثر من الدفاع عن براءته وإثباتها بالحق والقانون. يبدو أن رحيل وهيبة التي كانت تنظف مؤخرته الشهيرة قد فعلت فعلتها على نفسيته. "الولف صعيب، الولف صعيب" كما أطربنا الأستاذ عبد الوهاب الدكالي أطال الله في عمره. لكن "لفراق حتى هو صعيب، صعيب"، وفراق وهيبة أصعب، وكان الله في عون محمد زيان.