سمح موقع إلكتروني، ينتمي إلى "زريبة" المحامي الموقوف محمد زيان، لنفسه بتجاوز القيم المهنية، والدوس على القوانين المعمول بها في المغرب، فنشر فيديو للمدعو شفيق العمراني (المعروف بلقب عروبي في ميريكان) وهو يشتم المغاربة ويصفهم بالحيوانات، ويمس بالوقار الواجب لملك البلاد ورئيس الدولة، كما هو معمول به في كل الدول. ويندرج نشر هذا الفيديو من طرف موقع الشيخ المهرج محمد زيان، المنسق السابق للحزب المغربي الحر، ضمن حالة من السعار أصيب بها مؤخرا، وخاصة بعد أن جرده رفاقه في الحزب من كافة المسؤوليات، إثر رفضه الامتثال للقوانين والأنظمة الداخلية المعمول بها في تنظيمهم. وإمعانا في الصياح والعويل والعصيان الناتج عن خرف الشيخوخة، وجد محمد زيان نفسه خارج دائرة التقدير والتفهم، بعد أن نكل به القريب والبعيد، وتم توقيفه لأسباب قانونية من ممارسة مهنة المحاماة، والحكم بالسجن على ابنه المورط في الغش والتدليس والتزوير، كما تم طرده من الحزب يشكل يشبه طرد الشاة من القطيع إذا أصيبت بجنون الخرفان. ويبدو أن الأمراض المزمنة التي أصيب بها زيان وصلت به إلى حد إشهاره لتحديات مجنونة، ومنها دعوة الدولة إلى قطع رأسه، وكأننا نعيش في الأدغال الموحشة. ولم يتوان هذا الرجل في تصريحاته الأخيرة عن الاعتراف برفضه للديمقراطية الداخلية للحزب، كما أن هلوساته أوصلته إلى حد الادعاء بأنه حفيد المقاوم عبد الكريم الخطابي، وأنه ينتسب الى عائلته. ودون مراعاة لحدود المنطق والعقل، خاض زيان بجبهته العريضة في أمور طبية وعلمية لا يفقه فيها بخصوص جائحة كورونا، بل تحول في رمشة عين الى داعية اسلامي حين اعتبر، جزافا واحتمالا، أن فيروس كورونا سخط رباني، علما أن الشخص معروف لدى كل محيطه بأنه لا يدين للقيم الدينية بالتطبيق. فكيف لشخص يمتلك حانة (بار) ويتاجر في الخمور التحدث عن الدين والأخلاق؟، ولم تتوقف سلاطة لسان هذا الشيخ المدعن في الخرف عند حدود توزيع الاتهامات يمينا ويسارا، بل وصلت به الوقاحة الى إهانة المغاربة، واعتبارهم قليلي الوعي، والتحدث بلكنة الاحتقار عن المسؤولين في الوطن، بل وعن كل القطاعات والإدارات والعاملين بها، معتبرا نفسه شخصا لا مثيل له ووزيرا سابقا لن يأتي الزمان بقرينه. وبنفس الغرور والعجرفة رفض زيان الاعتذار للمناضل الكبير نوبير الأموي، شافاه الله، الذي ساهم بنفسه في الزج به إلى السجن متشبثا بالاتهامات التي سبق توجيهها الى الأموي من طرف حكومة الراحل عزالدين العراقي، بإيعاز واضح من الوزير القوي حينها إدريس البصري. ورغم الأسئلة المحرجة التي وجهها له محاوره بخصوص ديكتاتوريته داخل الحزب المغربي الحر قبل الانقلاب عليه، تشبث المتصابي زيان بكرسي الزعامة رافضا، بشكل قاطع، الامتثال لقوانين وأنظمة الحزب، ولإرادة المنتمين إليه، وموجها إليهم جميعا شتائم احتقارية رخيصة، ومنها نعتهم بالفئران. وظل زيان، الحالم بعودة شبابه، يرفض نصائح الناصحين، ويدير ظهره الى توجيهات المشفقين على حاله، فهو يرفض أن يرتاح رغم شيخوخته، كما أنه لا يعير احتراما للقوانين المعمول بها في الوطن، ولا يتقي الله في الأشخاص الذين نزع منهم أملاكهم تحت غطاء الاحتيال على القانون. ورغم ما تعرض له من تنكيل من طرف المحيطين به، فإنه يكتفي بالتألم داخليا، دون الانصياع الى كلمة الحق، وشروط السن، وأحكام المبادئ والقيم المعمول بها المغرب. محيط محمد زيان يتحدث بجهر عن حالة المحامي التي اشتدت خلال الأسابيع الأخيرة، حين هاجرت وهيبة خرشيش إلى الديار الأمريكية، دون أن تترك له خلفا يتقن فن "المسح"، خاصة وأن صور مؤخرته جابت جميع ربوع العالم وأصبحت تشترط "لمسيح مزياااان". لكن الذين يعرفون الرجل، يطالبون الدولة بالشفقة والرحمة اتجاهه، خاصة وأنه عانى الكثير منذ الصغر، وفي الكبر ولم يتلق العلاج المناسب في الوقت المناسب. فكما يقول علماء النفس: الطفل أبو الرجل. بمعنى أنه إذا أردت أن تعرف جيدا شخصية ما، فعليك العودة إلى طفولته والبيئة التي نشأ فيها. للتذكير، فقد كان محمد زيان الطفل، الذي كان يحمل اسما إسبانيا (والدته مواطنة إسبانية) يسقي "دم المسيح" (النبيذ) أيام الأحد بإحدى الكنائس بمدينة مالكا التي ترعرع بها. وقد اندلعت خلال تلك السنوات فضيحة اغتصاب عدة أطفال من طرف أحد القساوس، ويعتقد أن من بينهم زيان الطفل. وبعد ذالك انتقلت أسرته إلى المغرب، لكن محمد زيان ظل يجر وراءه عقدا يبدو أنها لا زالت تؤرقه. وربما هي أحد الأسباب التي حسمت في ميولاته ونزوعاته الشهوانية التي تميل أكثر إلى الفتيات الشابات واللواتي تصغرنه سنا بعدة عقود كما هو حال وهيبة خرشيش.