بعدما توقف الجزائريون عن الخروج للشارع بسبب الوضعية الوبائية التي تشهدها البلاد، اندلعت هذه الأيام مواجهات على مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيدي الحراك في الجزائر والحسابات الموالية للنظام التي عادت لتنشط بكثرة خلال الفترة الأخيرة. فبعدما وضع النظام العسكري الحاكم بالجزائر حركة "الماك" المطالبة بتقرير مصير ساكنة مناطق القبائل نصب أعينه، ومن أجل اعتماد أطروحته المبنية على أن هناك مؤامرة وتدخل أجنبي مزعوم يستهدف الجزائر، تم تنشيط مجموعة من الحسابات التابعة للنظام بشكل كبير على الويب خاصة على موقع تويتر، من أجل ضمان وصول واسع لمزاعمهم وافتراءاتهم لأكبر عدد من الجزائريين. هذه الحملة غير المسبوقة التي لا هوادة فيها تستهدف بشكل خاص حركة الماك التي تهاجمها الحسابات المذكورة باستمرار، باستخدام هاشتاغ "Sja"، الذي يشير إلى المرتبة الثانية من الاتجاهات في الجزائر (بأكثر من 5000 تغريدة)، مما يبرز العداء الواضح ضد القبايل. وبالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن النظام يطمح بهذه المناورات إلى توجيه الاتهام إلى هذه الحركة مع ربطها بأي وسيلة بالمغرب، من خلال استغلال مأساة وطنية، لبث الكراهية والفتنة بين الجزائريين وتفرقتهم من أجل استمراره ووضع حد للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام العسكر. ورغم محاولات النظام العسكري في الجزائر لخلق التفرقة بين الجزائريين، فقد ادرك مجموعة من الذين يطالبون بإسقاط الدولة العسكرية وإقامة دولة مدنية، مكر النظام وواجهوه بالهجمات المتكررة ضد القبايل، من خلال الكشف عن خلفية اغتيال جمال بن اسماعيل، ولا سيما تواطؤ بعض المشتبه بهم مع جنرالات سابقين أمثال توفيق، كل ذلك من خلال إبراز أقوالهم الكاذبة التي تمتثل للتعليمات التي أمرت بها القنوات العامة الجزائرية، الشيء الذي يجعل الرأي العام بالجزائر يطالب بتسليط المزيد من الضوء على الظروف الحقيقية لقتل الشاب اسماعيل، من خلال تداول هاشتاك "Je Lowl ches" الذي احتل المركز الرابع للاتجاهات بالجزائر بأكثر من 3000 تغريدة. ومن جهته نشر الصحفي الجزائري أمير ديزاد هاشتاغ للجريمة النكراء التي راح ضحيتها الشاب اسماعيل، حيث فضح مخططات الجنرالات توفيق ونزار والنظام الحاكم في البلاد، ونشر أيضا تغريدات تضم شعارات الحراك من قبيل "مخابرات ارهابية تسقط المافيا العسكرية" و"دولة مدنية ماشي عسكرية"، كما فضح أيضا ادعاءات دائرة الاستعلامات والأمن" الموالية للجنرالات. وقد فطن مجموعة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالجزائر، إلى أن الاستنتاجات الرئيسية للشرطة الجزائرية بشأن الجريمة الهمجية ضد جمال بن اسماعيل، كانت جاهزة ومدبرة، وأنها جزء من سيناريو شيطاني يهدف إلى زرع "الكراهية" و "الانقسام". بين الجزائريين، من خلال "عرقنة" قضية الشاب جمال. هذا الاكتشاف يتقاسمه أنصار القبايل والحراك الذين يتحدثون عن "إبادة عرقية" ضد سكان المنطقة. من جهته، ذكّر الصحفي عبد الكريم زغيليتشي بالاغتيال العلني للرئيس بوضياف، مشيرًا إلى أن "الشاب جمال لم تكن لديه أي فرصة للنجاة من الفخ الذي نصبه له العسكر الحاكم الذي يتصرف في البلاد كما يحلو له، مؤكدا باختصار بأنه في الجزائر لا توجد ديمقراطية لأنها ديكتاتورية، وهناك أقلية تتآمر وليست أمة".