تعيش جزائر تبون الجديدة وضعا اقتصاديا وصحيا سيئا ينذر بوقوع الكارثة، في ظل انهيار المنظومة الصحية الجزائرية أمام الارتفاع المهول لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وعجز السلطات عن توفير الأكسجين للمصابين داخل المستشفيات. وفي هذا الصدد نشرت المحامية والناشطة الحقوقية الجزائرية المدافعة عن معتقلي الحراك، نبيلة إسماعيل، وهي أيضا عضوة مؤثرة في جبهة القوى الاشتراكية، تدوينة على حسابها الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، طالبت فيها بمحاسبة المسؤولين عن وفاة 50 مواطنا خلال يوم واحد بمستشفى ولاية تيزي وزو بسبب انعدام الأكسجين فيه. من جتهه وصف الكاتب والروائي والناقد الأدبي والأكاديمي الجزائري، واسيني لعرج، وزير الصحة الجزائري بالفاشل بامتياز، وبأن فيروس كورونا عرى المنظومة الجزائرية الفاسدة، فيما تأسف مواطن آخر عبر شبكات التواصل الاجتماعي لأوضاع المستشفيات بالجزائر ونقص الأكسجين، منتقدا الرئيس عبد المجيد تبون الذي يزعم أن "الجزائر لديها أفضل نظام صحي"، فيما دعت طبيبة تعمل بولاية وهران رئيس الجمهورية لتزويد المستشفيات بالأكسجين بعد وفاة شقيقتها في باتنة بسبب نقص هذه المادة الحيوية وانعدامها في العديد من المستشفيات، حيث ظهرت بمقطع فيديو وهي تذرف الدموع وتطالب الرئيس تبون بالتدخل لإيجاد حل لمعظلة نقص الأكسجين التي تسببت في وفاة العديد من المواطنين بالجزائر. وتعيش مواقع التواصل الإجتماعي بالجزائر غليانا بسبب الأوضاع الكارثية التي تعيشها البلاد، والتي يحاول نظام جنرالات قصر المرداية صرف النظر عنها من خلال تحويل بوصلة إعلامه تجاه الدول المجاورة وغض الطرف عما يجري بمعظم ولايات البلاد، لكن ذلك لم يثن رواد مواقع التواصل بالجزائر من التعبير عن آرائهم، حيث نشر أحدهم كاريكاتيرا يعبر من خلاله عن تعليق حركة النقل الحضري والسكك الحديدية خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب كورونا. ونشر ناشط فايسبوكي آخر كاريكاتيرا يجسد فيه معاناة الجزائريين وبحثهم عن الهلال الأحمر الجزائري، فيما نشر مواطن آخر كاريكاتيرا يسخر فيه من الرئيس تبون وجزائره الجديدة، أما ناشط آخر فقد جسد معاناة الجزائريين بسبب استمرار نقص الأكسجين في المستشفيات الجزائرية رغم الطلب القوي على هذه المادة، فيما نشر آخر تدوينة يشتكي من خلالها الوضع المقلق الذي يعيشه مستشفى مدينة درعة بن خدة بولاية تيزي وزو بسبب نقص الأكسجين. وإلى جانب الوضع الصحي الكارثي الذي تعيشه الجزائر، فقد قال موقع Observ'Algérie في مقال نشره أن احتياطيات الجزائر من العملة الصعبة تراجعت إلى 44 مليار دولار، بحسب الأرقام التي أعلنها عبد المجيد تبون، وأن هذه الاحتياطيات تقلصت بمقدار 7.6 مليار دولار في عام واحد فقط. وأضاف ذات المصدر، بأن هذا الانكماش يرجع إلى تأثير الأزمة الصحية لفيروس كورونا على الاقتصاد الجزائري، ويكشف عن الوضع الحرج للغاية الذي يعيشه اقتصاد جزائر تبون الجديدة، نتيجة الاعتماد المفرط للدولة على عائدات النفط، حيث أشار الموقع إلى أن المشكلة الأعمق هي عدم تنوع الاقتصاد الجزائري وارتفاع فائض واردات السلع والخدمات على الصادرات. ففي الوقت الذي يجب فيه على الإعلام الجزائري لفت انتباه المسؤولين الى الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد بسبب أزمة كورونا، ومطالبة بإيجاد حلول آنية لهذه المشاكل، شن موقع أوراس الجزائرية، هجوما على قناة سكاي نيوز عربية، التي بثت تقريرا حول الوضعية الوبائية في الجزائر، بعنوان "الجزائر تسقط في قبضة كورونا.. والمركب على وشك الغرق"، والذي ركزت فيه على صور الجزائريين في المستشفيات ومعاناتهم في الحصول على الأكسجين. واعتبر موقع أوراس هذا التقرير الذي أظهر الوضع الحقيقي الذي تعيشه جزائر تبون والذي يخفيه إعلام الجنرالات، حملة تستهدف الجزائر ومحاولة لإضعافها نظرا لمواقفها الثابتة في الملف الليبي ورفضها التدخل الخارجي في تونس زيادة على مواقفها الصارمة ضد الدول المطبعة حديثا مع إسرائيل على حد تعبير الموقع المذكور. ومهما حاول إعلام جنرالات قصر المرادية إخفاء الواقع الذي تعيشه الجزائر على كافة الأصعدة والترويج لخرافة استهداف الجزائر للظهور بمظهر المظلوم، فإن وسائل التواصل الإجتماعي عرت حقيقة الواقع المرير الذي يعيشه الجزائريين والأزمات المعيشية التي ضربت البلاد بشكل متوالي منذ تولي تبون الرئاسة بايعاز من الجنرالات الحكام الأصليين للجزائر، وهو الذي يروج لشعار الجزائرالجديدة، هذه الجزائر التي يقف فيها المواطن الجزائري في عهده في طابور طويل من أجل الظفر بقنينة الماء أو الزيت أو كيلو من السميدة...، هذه الجزائرالجديدة التي يتسابق فيها المواطنون ويتصارعون على قنينة أكسجين تساعدهم على التنفس بعد أن خنقهم فيروس تبون قبل أن يخنقهم فيروس كورونا.