متعارف عليه في ثقافتنا كمغاربة أنه عندما يمر الزوج من محنة قضائية فيها طرف آخر، سواء في قضية اغتصاب أو تعنيف أو أي ملف يستلزم تنازلا من الطرف الآخر لوقف المتابعة "كيرميو العار و يزاوكو "و يبحثون عن وساطة لكي يحصلو على اتفاق من الطرف المدعي، و غالبا الزوجة هي من تقوم بالمهمة. و لا يختلف الأمر عند الاباء في قضايا يكون أبناؤهم متابعين فيها. و متعارف عليه ايضا، أنه في غالب الأحيان تلعب العاطفة دورا كبيرا في حل هذه الأزمات، لأننا نحن المغاربة عشنا و لا زلنا نعيش بمبدأ " شي كيدوز على وجه شي". هذا بالضبط هو الشيئ الذي يحيرني اليوم. لماذا لم تحاول زوجة الريسوني أن تحصل على تنازل من آدم ؟ لماذا ذهب دفاعه في هذا التصعيد و جعل من الإضراب عن الطعام و تأخير الجلسات استراتيجية دفاع؟ كيف أن سليمان أنكر في البداية أنه يعرف آدم؟ نفس السؤال يشغلني بالنسبة لعمر. لماذا لم يحاول اب عمر و امه اللجوء إلى مسطرة الصلح .. و لماذا لم يعرضها المحامون على موكليهم. عمر و سليمان غير محظوظان بتاثا! لأن هذين الملفين اريد لهما أن يخرجا من مسار قضية عادية، إلى اداة للضرب في مصداقية هذا الوطن. خرجات الدفاع عن سليمان و عمر لا تشبه ما قد تقوم به الأسر المغربية لفك زوج او ابن من الورطة. عندما ترى فيديوهات آل الريسوني و أسرة الراضي تشك في كونهم مكلومين أو حزينين... عندما اعود إلى فيديوهات اليوتيوب و أرى أما مغربية تبكي بحرقة على سجن ابنتها في ملف اخر....لا يسعني إلا أن اشك! المغربية عندما يمر زوجها من محنة لا تذهب للكوافور! اتساءل كيف للزوجة في ملفنا هذا أن تجد الوقت لتذهب عند الكوافور قبل أن تسجل فيديو تدين فيه المغرب و القضاء المغربي و المغاربة اجمعين دفاعا عن زوجها؟ أي زوجة تشتري كفنا و تتخيل موت زوجها؟ كيف لاب في دفاعه عن فلذة كبده أن يستبق الحكم ليقول إن المنطوق سيكون ضده.... أضع نفسي مكانهما و أحاول أن أتصور كيف كنت سأتصرف، وأسأل صديقات و أصدقاء عن كيف سيكون موقفهم لو كانوا في موقع أهل عمر و سليمان. الجواب واحد، خرجات الأهل محسوبة و لا تمثل اطلاقا ردود فعل المغاربة.... من تكون يا ترى هذه الشخصية التي زارت سليمان داخل زنزانته و ضايقت زوجته؟ رأيت فيديو تقول فيه زوجة سليمان إنه رفض استقبالها، و تعاتب إدارة السجون لأنهم تركوا شخصا ما يزور سليمان و هو ليس " حتى من أسرته". فمن تكون يا ترى هذه الشخصية التي زارت سليمان؟ هل طلب سليمان زيارة شخص معين؟ أهو رجل أم امرأة؟ ما سبب رفضه لمقابلة زوجته؟ لا أملك جوابا لكل هذه التناقضات في خرجات أهل الزميلين سليمان و عمر، لا أفهم كيف آلت الأمور إلى هذه "الحريرة" و لكن أملك أن أجزم أن المغاربة لا يتصرفون هكذا عادة، أو ربما.... من يقف وراء هذا التجييش؟ سؤال مشروع أسأل العديد من المقربين... و لا أرى أمامي الا عارضة المعطي منجب و تصريحه عندما غادر السجن و أتذكر... وأجيب نفسي ربما عمر و سليمان ضحية طموح المعطي منجب و من معه في تقارب تيارين و سليمان و عمر ليسو إلا قرابين. رئيسة جمعية بيت الحكمة*