حذر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، الشرقاوي حبوب من تصاعد التهديد الإرهابي بمنطقة الساحل و الصحراء، مؤكدا أن "غياب التعاون والتنسيق" مع الجزائر "يفسح المجال أمام استقرار منظمات إرهابية بالمنطقة". وأوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال حديثه، في برنامج تلفزي، على القناة الثانية، "أن المغرب مهدد دائما بخطر الإرهاب، نظرا لقربه لمنطقة الساحل والصحراء"، مشيرا في نفس الوقت إلى أن "غياب التعاون الاستخباراتي والتنسيق الأمني في قضايا الإرهاب مع الجزائر يشكل خطرا على أرواح المغاربة والجزائريين ما يفسح المجال أمام استقرار منظمات إرهابية بالمنطقة". وأضاف حبوب أن غياب التنسيق الأمني، بين الجارين يشكل نقطة تهديد لأمن وسلامة البلدين والمنطقة برمتها، وهو ما يوضح النشاط المكثف للجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء، تستثمر التوترات الحاصلة بين الدول وبعضها، وتعتبرها الملاذ الآمن لتطبيق مخططاتها في زعزعة استقرارها. وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى أن الأبحاث المنجزة أثبتت أن الجبهة الانفصالية (البوليساريو)، لها علاقات مع تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل، حيث فككت خلية "المرابطون" سنة 2009، وفي 2011 تم تفكيك خلية الجهاد الصحراوية، وهما معا تربطهما علاقة مع جبهة البوليساريو. وكانت تقارير قد أشارت إلى أن تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء وجهت دعوات صريحة للبوليساريو، مستغلة وجود ميليشيات الأخيرة لإثبات حضورها في هذه المنطقة، وكشفت تسجيلات صوتية منتشرة على مختلف المنصات الاجتماعية، عن وجود أعضاء تنظيمات إرهابية يعلنون دعمهم الواضح لميليشيات الجبهة الانفصالية، وهو ما يوضح بجلاء تنسيق بين البوليساريو ومتطرفين في مالي وليبيا، للحصول على عناصر ودعم من أجل تنفيذ عمليات ضد الجيش المغربي. وقد تأكد التحاق المئات من عناصر البوليساريو في السنوات الأخيرة بصفوف تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وتحديدا التابعة لفروع القاعدة التي تنشط بكثافة في منافسة مع الفرع الإفريقي لتنظيم "داعش". وسبق لوكالة المخابرات اليابانية بدورها أن نبهت لهذا الارتباط في تقرير لها تحت عنوان "إرهاب كوكوساي يوران 2014" ، تحدد تندوف على أنها "مكان لعمليات الاختطاف المتكررة" وتصنفها "منطقة خطرة". يشار الى أن التنسيق الأمني بين المغرب و الجزائر، متوقف منذ مدة طويلة، في الوقت الذي تشهد العلاقات الجزائرية-المغربية توترا، بسبب النزاع في الصحراء المغربية، والحدود بين البلدين الجارين مغلقة منذ عام 1994.