قال محمد بودن، المحلل السياسي، إن عملية اعتقال عنصر من البوليساريو ضمن الخلية الإرهابية التي قامت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتفكيكها أمس الخميس، تدل بالملموس، على الارتباط الكبير لمليشيات البوليساريو بالتنظيم الإرهابي "داعش" ويؤكد ما كانت تقارير المنظمات العالمية تشير إليه وتحذر من خطورته. وأوضح بودن، في تصريح لقناة "ميدي أن تيفي"، أن تقارير المنظمات العالمية لم تكن تنطلق من الفراغ، وإنما كانت تعتمد على معطيات واقعية ملموسة تشير إلى تورط البوليساريو في عصابات إرهابية وفي جرائم أخرى مرتبطة بالاتجار في البشر والمخدرات، ولطالما نبهت هذه التقارير إلى خطورة الجبهة الانفصالية وتحركاتها بمنطقة الساحل والصحراء.
وأضاف المحلل السياسي أن اعتقال عنصر انفصالي ضمن خلية إرهابية يعد حجة قوية للمنتظم الدولي للتأكيد من جديد على ارتباط جبهة الانفصال بتنظيم داعش الإرهابي، بعدما كانت التقارير الدولية تشير في السابق إلى ارتباطها بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واشتغال ميليشياتها تحت قيادة المختار بلمختار الملقب بالأعور.
وأكد محمد بودن أن مخيمات تندوف تعد مشتلا لتفريخ الإرهابيين وتمثل بؤرة سوداء في منطقة الساحل والصحراء، وهناك إجماع دولي على دورها الخطير في زعزعة الاستقرار، والآن انكشف الوجه الأخر لها، و المتمثل في علاقتها الوطيدة بالإرهاب.
وحمل محمد بودن تنامي النشاط الإرهابي لجبهة البوليساريو للجزائر، التي تحتضنها وتوفر لها الغطاء والحماية، مما يؤثر على الجهود الإقليمية التي تبذلها دول الجوار في محاربة التطرف والإرهاب. فمسؤولية الجزائر، يضيف المحلل السياسي، ثابتة في تنامي الحركة الإرهابية التي تقوم بها جبهة البوليساريو، التي تنطلق من قناعة مفادها أنها ليس دولة بالمنطقة، وبالتالي تسعى إلى تفجير الوضع ولا يهمها الأمن والاستقرار في شيء.