مع اقتراب حلول السنة الهجرية الجديدة، تنتشر المفرقعات الصينية في الأسواق الشعبية بالمغرب. مدينة سلا مثالا لا تخرج عن هذا السياق، لتأخذ المفرقعات طريقها إلى الدكاكين والمحلات المختصة لبيع لعب الأطفال. داخل هذه الأسواق تجد شباباً يتحركون بكل حذر وسرية، يحملون حقائب رياضية مملوءة ببضاعة ممنوعة يقتنونها من تجار الجملة والمهربين، ليعاد بيعها للأطفال الذين لا يعرفون مدى خطورتها، والتي قد تصيبهم بأذى كبير، أو تصيب أحد المارة بعاهات مستديمة. ويحتدم الأمر خلال العشر أيام الأولى من السنة فعاشوراء مناسبة لعيش تنافس باعة الألعاب النارية على عرض آخر ما أنتجته مصانع المفرقعات الصينية والآسيوية، وفي ذات الوقت يزداد تلهف المراهقين والأطفال لاقتناء وتخزين المفرقعات والألعاب النارية انتظارا ليوم المعركة وهي ليلة عاشوراء. عندما تهدد الشهب والمفرقعات بسمة الطولة عرج موقع “برلمان.كوم” على محمد الطفل ذو العشر سنوات، والذي عرف مبكرا قيمة الدرهم، في سن تتطلب الانشغال باللعب والفرح ونسج الأحلام الوردية، هذا محمد ابن سلا يضع صندوقه الصغير بجانبه ويجلس على كرسي. مثله مثل باقي الأطفال يهوى المفرقعات، لكن من جانب آخر، يعتبرها تجارته الصغيرة التي تحقق له الربح، رد على سؤالنا له عن حبه للمفرقعات بضحكة جنونية، “أعشق المفرقعات لأنني أجني منها مصروفي اليومي، وثانيا لأنها ترعب ذوي القلوب الرهيفة”، يعرف محمد أسماء المفرقعات وثمنها والأكثر مبيعا منه، وعن ذلك يصرح محمد ل “برلمان.كوم” المفرقعات كثيرة ومتعددة وما نأتي به من سلعة تلك التي يقبل عليها المشتري أكثر، وتعد “الزيدانية” نسبة للاعب الدولي الفرنسي زيدان من أخطر الألعاب النارية التي تعرض للبيع بشكل علني، وتعد النجوم الأقل خطورة، حيث تباع بدرهم ونصف للواحدة، وتصدر نجيمات صغيرة بعد إشعالها كما يدل على ذلك اسمها. ولا يخفى على محمد خطورة ما يبيع ويبرر موقفه قائلا: “الخطر بالنسبة للذين لا يجيدون استعمالها أما بالنسبة لي أصبحت شئا عاديا لا أخشاه، وهي مصدر رزقي لأشتري ما تبقى لي من حاجياتي المدرسية، فدخل أبي محدود ولابد أن أتدبر أمري”، ورغم الضجيج والفوضى العارمة التي تشهدها الأحياء جراء اللعب بالمفرقعات، فهي مجرد احتفالات قبلية يقيمها الأطفال على بعد أيام من حلول عاشوراء بالمغرب. عاهات مستديمة وحروق خطيرة أوضح الدكتور يوسف الطيب سلامة أن دراسة أثبتت أن استخدام الالعاب النارية والمفرقعات من قبل الشباب والأطفال بصفة عامة لاسيما خلال الأعياد والمناسبات من الظواهر السلبية والخطيرة على افراد المجتمع، وجاء في الدراسة أن الألعاب النارية قنابل موقوتة تصيب مستخدميها في أي لحظة وتتراوح هذه الإصابات ما بين طفيفة كالكدمات الى شديدة الخطورة كفقدان نعمة البصر أو السمع أو الإصابة بحروق في الوجه واليدين بسبب إنفجار المفرقعات بأيديهم، كذلك أن للألعاب النارية أضراراً بالعين ؛ فقد تؤدي إلى حروق في الجفون وملتحمة العين وتمزقات في جدار العين أو دخول أجسام غريبة أو كدمات ينتج عنها تجمع دموي في الغرفة الامامية للعين ( أي بين القرنية والقزحية ) أو إصابة قاع العين أو إنفصال شبكي قد ينتج عنه فقدان كلي للبصر أو فقدان العين كلياً ، كما قد تحدث مضاعفات لاحقة كعتامة القرنية والماء الأبيض والماء الأزرق ( الجلوكوما ) وتليفات وانكماش في جفون العين. وعن أساليب التعامل مع المفرقعات، يقول الدكتور سلامة في حالة إصابة العين يجب عدم دعك العين مع عدم تغطية العين المصابة بغطاء واق صلب وذلك لعدم تعريض العين او الجفن لأي ضغط بعد ذلك أخذ المصاب فوراً الى قسم الطوارئ في اقرب مستشفى. ما هي المفرقعات؟ المفرقعات مواد متفجرة تستخدم لأغراض الترفيه والتسلية، وهي عبارة عن عبوات محكمة بغلاف من الاوراق الكرتونية والبلاستيكية ومعبأة بمواد متفجرة واطئة مثل ( البارود والسيليلون ) وهي بألوان واحجام واشكال مختلفة فمنها الدائرية ومنها المثلثة والاسطوانية وينبعث منها شرر ناري واصوات مدوية. آثارها وأضرارها: للمفرقعات آثارها وأضرارها ، وتنقسم إلى عدة أقسام هي: الجسدية : مثل التعرض للإصابة التي قد تطول الأعين والاصابع والايدي ، وهم جزء مهم وحساس في جسم الإنسان ، عدا الحروق والجروح وغيرها. المادية : هي أيضا مضيعة للمال فيما لا يفيد ، بدلا من شراء اشياء أخرى أفضل وأوفر. الصحية : من آثارها استنشاق السموم التي تصدر منها ، وهو أمر مضر بالصحة، والضرر الذي قد تحدثه هذه المفرقعات للأذن وللسمع بسبب الضجيج هو أثر بالغ. كما أن المفرقعات تثير القلق بين الجيران خاصة عند إصابة بعض الأبناء ، كما أنها تعوّد على اللامبالاة بالقانون والعادات الأصيلة والاستهتار بمشاعر الآخرين. المسؤولية الجماعية للحد من هذه الظاهرة على صانعي القرار والمهنيين في المجتمع العربي العمل قبل كل عيد لرفع الوعي الجماهيري لمخاطر هذه الظاهرة التي باتت تقلق المغاربة من خلال القاء المحاضرات وتوزيع النشرات وتمكين الشرطة من فحض اماكن البيع الخاصة ، فالمسؤرلية هي مسؤولية الجميع ولا تقع فقط على أولياء الأمور.