تنتظر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن قضايا ملحة تشكل أولويات برنامجه خلال المئة يوم الأولى من رئاسته عقب تسلّم مهام منصبه. إذ من المرتقب أن يلغي قرارات بارزة سبق أن اتخذها الرئيس دونالد ترامب، حيث سبق لبايدن (77 عاما) القول "ستكون لدينا مهمة ضخمة لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه (ترامب)"، ومن بين أهم الإجراءات المرتقب أن يلغيها بايدن تبرز: اتفاقية المناخ وعد جو بايدن بإعادة الولاياتالمتحدة، التي تواجه عددا متزايدا من الكوارث المناخية، إلى اتفاقية باريس للمناخ التي انسحب منها دونالد ترامب عام 2017. وفي غضون 100 يوم من توليه المنصب رسميا، سيجمع أيضا قادة الدول الأكثر تلويثا في قمة المناخ حيث ينوي إقناع هذه الدول بزيادة التزاماتها في سبيل تحسين المناخ. وتبنى بايدن أيضا برنامجا طموحا بشأن المناخ، حيث تكون الطاقة النظيفة بنسبة 100% حجر الأساس وحياد الكربون في الولاياتالمتحدة بحلول عام 2050، كما وعد بإلغاء قرارات ترامب الذي ألغى أو خفّف سلسلة كاملة من المعايير البيئية. نظام الهجرة الذي أقره ترامب تعهد جو بايدن بأن يلغي "في اليوم الأول" لولايته مرسوم الهجرة الذي أصدره دونالد ترامب والذي يحظر دخول مواطني دول عديدة، معظمهم من المسلمين، والذي يعتبره خصومه من إجراءات الإسلاموفوبيا، كما أعلن أنه سيطلب من الكونغرس تمرير قانون ضد الجرائم العنصرية. وتعهد أيضا بمعالجة إجراءات احتجاز طالبي اللجوء و"فضيحة" فصل عائلات مهاجرين غير نظاميين على الحدود الأميركية المكسيكية. ويريد جو بايدن كذلك من الكونغرس أن يمرر سريعا قانونا "سيضع خريطة طريق للمواطنة" ل11 مليون مهاجر غير نظامي يعيشون في الولاياتالمتحدة، ولما يقرب من 700 ألف شاب وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولاياتالمتحدة عندما كانوا أطفالا وتطلق عليهم تسمية "الحالمون". وفق ما نقلته قناة الجزيرة. محاربة كورونا وإيصال كلمة الخبراء بمجرد وصوله إلى السلطة، يريد جو بايدن وضع استراتيجية وطنية "للمضي قدما" في محاربة جائحة كوفيد-19 من خلال سن قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنية "ستكون نتائجها متاحة على الفور"، ووعد بايدن الذي يتهم ترامب (74 عاما) بتقويض سلطة خبراء الصحة الخاصين به، بأخذ نصيحة من كبير الأطباء أنتوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خلية أزمة البيت الأبيض بشأن فيروس كورونا. ويريد "إيصال كلمة خبرائنا حتى يحصل الجمهور على المعلومات التي يستحقها ويحتاجها"، كما يعتزم إلغاء إجراءات انسحاب الولاياتالمتحدة من منظمة الصحة العالمية والتي أمر بها دونالد ترامب في يوليوز الماضي. ملف إيران النووي في غشت من سنة 2019، لمح بايدن إلى أنه سيعود لتبني الاتفاق النووي، في حالة ما تم انتخابه رئيسا، وقال لمجلس العلاقات الخارجية "إذا عادت إيران للامتثال بالتزاماتها النووية، فإنني سأعود مجددًا لخطة العمل الشاملة المشتركة، وسأستخدمها كنقطة للانطلاق في مواجهة تصرفات طهران الخبيثة الأخرى في المنطقة. ليكون بوابة للحد من نفوذها المناوئ لواشنطن أو لحلفائها في منطقة الخليج". وأبرز بايدن أن إيران طرف مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، يجب ألا يسمح لها بتطوير سلاح نووي، وأن العودة للاتفاق النووي سيتيح لواشنطن تقييد أنشطة طهران العسكرية والجماعات المدعومة منها ماليًا، سواء في سوريا، اليمن، ولبنان، وأن الحل الأمثل لوقف أي أنشطة "خبيثة" لها هو التفاوض المتبوع بضغط دبلوماسي واقتصادي. وأخذا بعين الاعتبار هذه النقط يرى بايدن أن خطة ترامب للضغط على طهران بالانسحاب من الاتفاق النووي وقطع كافة العلاقات أتاحت لها الاقتراب من الصين وروسيا، وعزلت الولاياتالمتحدة، كما أعادت طهران تشغيل برنامجها النووي، وأصبحت أكثر عدوانية، مما جعل المنطقة أقرب إلى حرب كارثية أخرى. وفق تعبير بايدن.