لا حديث في الجزائر إلا عن العودة القوية لرئيس الحكومة السابق، عبد العزيز بلخادم، إلى المشهد السياسي، حيث أثار جدلا كبيرا في البلاد، إذ تساءل مراقبون عن الإضافة التي يمكن أن تقدمها شخصية تُعتبر من أبرز رموز النظام السابق. وحسب ما أفادت مصادر متطابقة فقد أعلنت الرئاسة الجزائرية، في خبر مقتضب، استقبال الرئيس عبد المجيد تبّون، لرئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم، دون إضافة تفاصيل حول فحوى اللقاء الذي جمع الرجلين. وكشفت المصادر ذاتها أن بلخادم أدلى بحديث قصير لوسائل الإعلام، أكد فيه أن الرئيس تبون، "أظهر حُسن نية، وينبغي الآن أن تتظافر الجهود لإنجاح هذا المسعى لتمكين الجزائر من أن تنهض من كبوتها، بالاستماع إلى مطالب المواطنين المشروعة. وعلى الجميع أن ينسوا خلافاتهم من أجل مصلحة الجزائر". وأوضحت أن خبر استقبال تبون الذي تناولته وسائل الإعلام المحلية بشكل مقتضب، أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل، حيث تساءلت الباحثة والمقررة السابقة للأمم المتحدة د. هبة رحماني: "هل من دور سيلعبه عبد العزيز بلخادم في المرحلة المقبلة بعدما أُقيل في زمن بوتفليقة بطريقة مهينة جدا؟". وفي سياق متصل، كتب حساب الحراك الشعبي الجزائري: "بلخادم الذي استقبله الرئيس تبون في قصر المرادية، هو من عطل مسار التغيير سنة 2004، وهو من شجع ودافع عن تعديل الدستور سنة 2008، والذي فتح العهدات الرئاسية، وأقر منصب الوزير الأول، وهو من صرح سنة 2014 بأن الجزائر بخير ما دام بوتفليقة موجودا، وهو نفسه من قال إنه سينشط حملة بوتفليقة للعهدة الخامسة، ودعا مناضلي الافلان (حزب جبهة التحرير الوطني) للالتحاق بكثرة بالقاعة البيضاوية لمطالبة بوتفليقة للترشح للمرة الخامسة". وجدير بالذكر أن الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، أصدر في 2014 قرارا مفاجئا يقضي بإنهاء مهام مستشاره الخاص عبد العزيز بلخادم وطرده من حزب جبهة التحرير الوطني، وهو ما أثار حينها جدلا كبيرا داخل الطبقة السياسية. ودفع القرار بلخادم إلى الانزواء والابتعاد كليا عن الساحة السياسية، قبل أن يستدعيه الرئيس تبون أخيرا.