يثير البرنامج التعليقي "ديرها غا زوينة.." الذي يبث على القناة الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي "يوتيوب" الخاصة بموقع "برلمان.كوم" الجدل حول قضايا وملفات ساخنة لشخصيات عامة، حيث تتم صياغتها في قالب ساخر، يجعل العديد من المتابعين يتفاعلون معها (الحلقة) من خلال تعليقاتهم المختلفة والمتباينة. وتطرقت الزميلة بدرية عطا الله في هذه الحلقة من البرنامج، للحديث عن أولئك الذين يعادون الصحافة الحرة والمستقلة التي تحترم خطها التحريري، وتأبى أن تبيع مبادئها، فما يكون منهم إلا رفع الدعاوى لمقاضاتها، معطية مثالا (بدرية) بحالها وحال موقع "برلمان.كوم" الذي يريد عدد من الانتهازيين من الذين وصفتهم ب"الإمبريالية فالجيب واللحية فلوجه" إدخاله في متاهات. وأوضحت بدرية بالدلائل من تاريخ المغرب الحديث، أن الصحافة كانت محصنة وحريتها في التعبير مصانة في عهد إدريس البصري وزير الداخلية والإعلام، الذي كان آنذاك أقوى رجل، مشيرة إلى أن عددا من الصحف التي كانت تمثل أحزاب المعارضة وقتئد كانت لا تتوانى في انتقاده وجلده. وانتقلت بدرية للحديث عن عدد من الذين يهاجمون المغرب من فرنسا وعلى رأسهم أبوبكر الجامعي، مذكرة بأن هذا الأخير سبق الرميد في "أكل عرق العمال"، حيث أغلق جريدة "لوجورنال" التي كان يديرها، وترك الصحافيين والعاملين بها عرضة للتشرد والسجن بسبب التزاماتهم العائلية والمصرفية، ليبرر هروبه "إلى ماماه فرنسا بأنه كان يتعرض لمضايقات من طرف المخزن". وأوضحت بدرية أن الرميد نصب محامين لرفع دعوى قضائية ضدها وموقع "برلمان.كوم"، لا لشيء إلا لأنها وصفت خطابه بالسكيزوفريني (عندو وج وجوه)، مشيرة إلى أنه قال، بأنه مستعد للذهاب إلى طبيب نفساني من أجل إثبات أنه لا يعاني من فصام الشخصية، وأن خطابه واحد لا يتغير، رغم أنه غيره مرات عديدة. ومن جانبه، فقد حدا عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار والمسير لأطول وزارة من حيث التسمية والمهام، حدو رفيقه في الحكومة مصطفى الرميد، وأراد هو الآخر رفع دعوى قضائية لأن موقع "برلمان.كوم" وصفه بولد الناس، ما أثار حفيظته وجعله يرغي ويزبد. وذكّرت بدرية، أخنوش بالأمس القريب الذي كان فيه أحمد عصمان صهر الملك الراحل الحسن الثاني، ومؤسس حزب التجمع الوطني للأحرار وزيرا أولا، وانتقدته جريدة 23 مارس ولم يقم بأي رد فعل ولم يقاض أصحابها أو صحفييها، مشددة على أنه "لا مجال للمقارنة مع وجود الفارق بين عصمان وأخنوش، أو السيد الرئيس كما يحب أن ينادى". ووجهت بدرية رسالة عميقة لأخنوش مفادها أنه في أي يوم من الأيام يمكن أن ينقلب عليه قياديو الحزب كما وقع مع أسلافه، المنصوري ومزوار، "وعنداك ديك الساعة تخرج بشي بيان مع الربعة دصباح تعلن فيه استقالتك، لأن الدار راك غير كاريها ومدايماش لك". على حد تعبير بدرية. ونبهت بدرية أخنوش، إلى الموقف الإنساني لجلالة الملك محمد السادس، الذي لم يقاض صحيفة "الصحيفة" التي كان رئيس تحريرها أبو بكر الجامعي، حيث ذكرته في إحدى مقالاتها سنة 2007 بتجرد من المهنية، وفي تطاول على شخصه الذي توقيره واحترامه واجب بمنطوق الدستور والأخلاق، وكلف حينها مستشاره بكتابة بيان يعلن من خلاله أنه لن يقاضي، وذلك تحصينا للمكتسبات الديمقراطية. وقالت بدرية لأخنوش، إن الحركة التصحيحية تستعد لتحضير باب خروجك من الحزب، مشيرة إلى أن عددا من القيادات بمختلف ربوع المملكة خلقت حركة تصحيحية داخل الحزب من أجل إزاحته عن رئاسة حزب الحمامة، هذا بالإضافة "إلى حريرتك مع بنشعبون اللي أش جا ما يفكها".