أظهرت بيانات أولية صادرة عن منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية انخفاضا كبيرا في عدد الأطفال الذين أكملوا ثلاث جرعات من اللقاح ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي خلال الربع الأول من هذا العام، وذلك لأول مرة منذ 28 عاما. وحثت المنظمتان على بذل جهود فورية لتقديم التلقيح للأطفال، وأطلقتا في بيان تحذيرا من انخفاض "مقلق" في عدد الأطفال الذين يتلقون التلقيح المنقذ للحياة حول العالم، بسبب "كوفيد-19". وحسب مركز أنباء الأممالمتحدة فقد تسببت جائحة "كوفيد-19" باضطرابات في تقديم خدمات التحصين عالميا، ولكن بحسب بيانات جديدة كانت تغطية اللقاحات للأطفال أصلا متوقفة عند نسبة 85 في المئة لمدة عقد من الزمن تقريبا، أي قبل تفشي "كورونا"، فيما لم يحصل 14 مليونا من المواليد الجدد على التلقيحات السنوية. وعلاوة على ذلك، فوّت في عام 2019 نحو 14 مليون طفل اللقاحات المنقذة للحياة. ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في أفريقيا ومن المحتمل أن يفتقروا إلى الخدمات الصحية الأخرى، ويتركز ثلثاهم في 10 بلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، وهي أنغولاوالبرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والهند وإندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وباكستان والفلبين. وبسبب الجائحة، ألغيت أو تتعرض لخطر الإلغاء 30 حملة تلقيح ضد الحصبة، مما قد يؤدي إلى المزيد من تفشي المرض في عام 2020 وما بعده. ووفق مسح أجرته كل من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) ، بالتعاون مع مركز الولاياتالمتحدة للسيطرة على الأمراض، ومؤسسة سابين للتلقيح ومدرسة جون هوبكينز بلومبيرغ للصحة العامة، فإن ثلاثة أرباع من 82 دولة استجابت للمسح أبلغت عن اضطرابات متعلقة بكوفيد-19 في برامج التحصين منذ ماي 2020. وشدد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، على أن التلقيح هو أحد أقوى الأدوات في تاريخ الصحة العامة، ويتم تحصين المزيد من الأطفال الآن أكثر من أي وقت مضى، مضيفا « لكن الجائحة عر ضت هذه المكاسب للخطر. ويمكن أن تكون المعاناة والموت اللذين يمكن تفاديهما بسبب فقدان الأطفال للتحصين أكبر بكثير من كوفيد-19 نفسه ». من جهتها، قالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) « جعلت جائحة كوفيد-19 التحصين، الذي كان ي عد أمرا عاديا، تحديا صعبا. يجب علينا منع المزيد من التدهور في تغطية اللقاحات واستئناف برامج التلقيح على وجه السرعة قبل أن تهدد أمراض أخرى حياة الأطفال. لا يمكننا استبدال أزمة صحية بأخرى ». ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ويونيسف، فإن البلدان التي سجلت تقدما كبيرا في مجال التحصين، مثل إثيوبيا وباكستان، أصبحت الآن معر ضة لخطر تراجع المكاسب إذا لم يتم استعادة خدمات التحصين بأسرع ما يمكن. كما تراجعت التغطية التاريخية العالية على مدى العقد الماضي التي سجلتها أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي. ففي البرازيل وبوليفيا وهايتي وفنزويلا على سبيل المثال، انخفضت تغطية التحصين ب 14 نقطة مئوية على الأقل منذ عام 2010. يذكر أن يونيسف ومنظمة الصحة العالمية تصدران كل عام تقديرات جديدة من 195 دولة حول تغطية المناعة فيها، مما يتيح إجراء تقييم هام حول مدى جودة الأداء في الوصول إلى كل طفل بلقاحات منقذة للحياة. وتستخدم تغطية اللقاحات الثلاثية ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي كمؤشر لتقدير نسبة الأطفال دون عامهم الأول ممن يتم تلقيحهم.