في الوقت الذي قررت فيه معظم الدول الأوروبية أو العربية من خلال سفاراتها وقنصلياتها إجلاء مواطنيها العالقين في المغرب، بعد قرار إغلاق الحدود الجوية والبحرية في وجه المسافرين نتيجة التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد، اختارت بعض قنصليات المملكة أن تترك المغاربة العالقين يواجهون المجهول في بلدان أجنبية وفي ظل ظروف مزرية. ورغم أن المغاربة ظلوا عالقين لما يزيد عن ثلاثة أشهر وبعيدين عن عملهم وأهاليهم وفي ظل تعامل عنصري من قبل القنصليات، إلا أن هذه المعاناة التي لا حد لها لم تشفع لهم أمام الجهات المختصة لكي تتخذ قرارا يقضي بإرجاعهم إلى أرض الوطن. ورصد فيديو على موقع "يوتوب" مغاربة عالقين بالجزيرة الخضراء بإسبانيا، يروون معاناتهم الطويلة، حيث أكد أحدهم، وهو مستثمر في المغرب، أنه ظل عالقا لمدة ثلاثة أشهر بالمدينة بمعية زوجته الحامل بعيدا عن عمله، موضحا أن القنصلية التي لجأ إليها تتخذ من العنصرية منهجا لها في التعامل مع المواطنين، قائلا: القنصل قالي "سير ولا نطحن مك أنت ومراتك". وأوضح المتحدث أن الوزارة المكلفة بالمهاجرين، أكدت لهم أن القنصيلة ستتكفل بملفاتهم إلى أن يتم إرجاعهم للمغرب، "إلا أنه وعند قدومنا للقنصل في الجزيرة الخضراء واجهنا بعنصرية لا تتصور، ولم يعرنا أي اهتمام يذكر وأخبرنا بأنهم يتعاملون مع الأشخاص الذين يتوفرون على تأشيرة أو في حالة هشاشة، بينما الظاهر هو أن القنصلية تتعامل بالمحسوبية والعنصرية، في الوقت الذي كان عليها أن تأخذ بيد المغاربة العالقين وتؤدي مهامها على أكمل وجه". ومن بين تجليات المحسوبية قال المتحدث :"الناس اللي عندهم السيارات الفاخرة والكاطكاطات والرونج روفر والمرسيدس اعطاوهم لوطيل سانك إطوال ومهليين فيهم ومخاصهوم حتى شي خير، والناس اللي شوية اعطاوهم أوطيل فيه البرغوث والبعوض قيمته ماتعداش 5 أورو، والناس اللي مساكن بالصح في هشاشة مكاينش كاع اللي يهضر معهم كيباتو في الزنقة مكاينش لي تسوق ليهم". وفق تعبير المواطن المغربي. وفي ذات السياق أوضح المتحدث أنه قدم للقنصلية 7 استغاثات يشرح فيها ظروفه الخاصة، وأن زوجته حامل وتحتاج إلى الرعاية وأنه ظل بعيدا عن عمله، إلا أن القنصلية لم تستجب لأي من هذه الاستغاثات، مناشدا الجهات المختصة بالتدخل ووضع حد لهذه المعاناة.