تعتبر جمعيات المجتمع المدني مصباح ترشيد المجتمع نحو تنمية الذات المجتمعية كما تبرز الجمعيات كثيرا حين تخلق وتهذب أطياف المجتمع خاصة في الدول اللاديمقراطية التي تحاول تكليب مواطنيها لتكريس الطبقية الأستقراطية من داخل ميزان الفساد السياسي الذي يعرفه المغرب . من دون شك أن الحركة الجمعوية التي يعرفها الريف لم تخفى عن أحد وأكيد أن جمعيات وحركات تنشط داخل الريف وصلت إلى حد كبير في قلب الآلة الفكرية للمواطن الريفي وأصبح الكل يعرف أن المخزن المغربي زور الحقائق التاريخية للمنطقة وعاث فسادا ، وهمش ونبش في خيرات المنطقة . مؤخرا أخذت جمعية " أنوال الثقافية" على عاتقها مسؤولية محاربة العنصرية من داخل القنصلية العامة الإسبانية بالناظور وكل من شاهد صور المحتجون وهم يرددون شعارات بعربية مهترئة إعتقد أن المسؤولين الإسبان بالناظور "عنصريون" كما إعتقدت أنا كذلك ، وكيف لدولة ديمقراطية من الألف للياء أن تدس كرامة الغير في بلد أجنبي وهي التي تحتضن 6 ملايين مهاجر أجنبي بأرضها وكيف لدولة إسبانيا التي تعتبر رائدة في مجال حقوق الإنسان (حقوق الإنسان ديال بصح ماشي ديال حكومة عباس) أن تهين مغاربة يقصدون قنصليتها للبحث عن تأشيرات الدخول لأرضها يوميا وهي التي تحتضنهم معززون مكرمون في الأراضي الإسبانية . إذن فما هي المنطلقات والدواعي والأسباب التي حركت جمعية أنوال " كقالب مزوق" وبيد تنسيقية المجتمع المدني لتنظيم مسيرة إحتجاجية ضد القنصلية ، فهنا لا بد أن نقيم بعض الملاحظات لكي يستنتج المواطنون أن تلك الوقفة كانت من الأفضل أن توجه للإحتجاج على المؤسسات المغربية بالناظور لأن الإسبان بزاف علينا نوصلوهم لأنهم ببساطة شعب وصل للقمة وأصبحنا نحن نشبههم في منوالهم أيام الثلاثينيات كما كنا نناديهم " أسبانيوا بوثنقيشت " لكن اليوم أسبانيوا أصبح إنسان ذو مستوى على مستوى النظام والأفكار وعلى صعيد مؤسساتهم ، إذن فأين يكمن الخلل هل في الرباعي المستخدم في القنصلية أم في المغاربة الذين يلجؤون للقنصلية الذين يؤمنون بقانون الغابة ، وسوف يتساءل القارئ كيف ذلك الجواب كتالي : عندما إستقبل القنصل العام الإسباني "فرناندو سانشيز راو" هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بتلك المسيرة في مكتبه في السنة الماضية ومنحهم تأشيرات الفيزا لدخول إسبانيا بدون أن يتقدموا بطلب الحصول على الفيزا وبدون أي عناء ،ألم يكن هؤلاء الرباعي الإسباني العنصريون يعملون داخل القنصلية ، (عاد دبا شدتهوم الغيرة على المواطنين ) ألم تكن في السنة الماضية تجاوزات من داخل القنصلية ولا زعما كان سي فرناندو رجل طيب ومزيان مع الفعاليات الجمعوية ، لماذا إذن مباشرة بعد طرد فرناندوا من القنصلية وتعيين قنصل جديد وفي ظرف أسبوع تم تنظيم الوقفة الإحتجاجية ، لأنه ببساطة القنصل الجديد معاه نيشان نيشان مكيعطيش الفيزات فابور ؟ من غير هذا لماذا لا ينطبق ذلك على المغاربة بإسبانيا علما أن المغاربة متساوون في الحقوق بإسبانيا ولو أولئك الذين لا يتوفرون على بطائق الإقامة فتجدهم يستفيدون من التغطية الصحية و من مختلف المؤسسات العمومية ، فيستحيل أن تجد بإسبانيا موظف يبين لك عنصريته في وجه أحد لأنه ببساطة يقوم بواجبه الذي يمليه عليه القانون، لكن نحن المغاربة نريد أن نحصول على شيء خارج إطار القانون لأن القليل منا يعرف القانون الإسباني وعندما يرفض ذلك الموظف أن يمدنا بتلك الوثيقة نقول إنه عنصري مع المغاربة ، هذا ما يحدث بالقنصلية بالناظور ، إزدحام وفوضى والرشوة الكبير وصاحب المعارف هو من يدخل أولا ، حيث أن فئات عريضة من البرجوازية الناظورية يؤتون ويدخلون أولا بدون مراعاة أسبقية الناس (زعما بنادم حشومة يدير الصف مع المزاليط ) بينما في إسبانيا الناس سواسية كيشد الطور مع الناس ) أضف أن المغاربة بنعنفهم اليومي تجدهم يفهمون في القانون الإسباني عن جهل تام (عرفوا القانون ديالهم باقي غير الإسباني) ويريدون قضاء حاجياتهم بسرعة وأن يحصلوا على التأشيرات ولو بملف ناقص هذا الشعب يجب أن تعاملهم بالقوة لذا فما قام به الرباعي شيء عادي نظرا لأننا شعب مكلخ كيتمشا غير بالعصا ، وهذا ما يقع بالقنصليات المغربية بالخارج الكارثة وماأدراكما الكارثة فيكفي أن أحد المشاركين بالوقفة إعترف في تحقيق صحفي أجراه ببرشلونة أنه أدى 10 أورو كرشوة لأحد الموظفين لكي يحصل على إحدى الوثائق ، لذا فالرباعي الإسباني لو كان كيشدو الرشوة وكيتعاملوا بالزبونية والمحسوبية لو كان دارتهم الجمعية حفل تكريم وبما أنهم خدامين بالديمقراطية والقانون إذن فهم عنصريون كما هو الشأن بإسبانيا كل الجنسيات المتواجدة هناك داخلين سوق راسهم إلا المغاربة " شفارة كذابة منافقين شمكارة " وخير دليل على ذلك أن السجون الإسبانية مملوءة بالمغاربة ومليلية خير مثال . كان بالإمكان أيها العقلاء أن تحتجوا على كوميسارية الناظور التي تعذب يوميا آلاف المغاربة وتكنش لهم تقارير مزورة وتزج بهم في السجون هذا الأخير يحتاج لتضامنكم لأن أبو غريب أحسن منه وباراك من لكلام لخاوي قالك زعما الوقفة ماشي تضامن مع الحركات الإنفصالية بكطالونيا والباسك كلام يضحك تنسيقية من عشرة أفراد سوف يتضامنون مع أقاليم رأسمالية كبيرة ، كان عليكم أن تحاربوا الرشوة والفساد في المؤسسات الوطنية ، كان عليكم أن تنظموا حملات توعية المواطنين لتخليق الحياة العامة ،كان عليكم أن تحتجوا أمام المستشفى الحسني لأن المواطن المقهور يبقى مهملا بدون علاج ، لأن العامل الفقير يبقى عبدا تحت تصرف الباطرون ، لأن الدركي يمارس وظيفته لإبتزاز جيوب المواطن ، لأن الجمركي يستحوذ على سلعة المهربين بداعي التهريب ويأتي كبيرهم ليصدقها على الجمعيات الخيرية بالدريوش والناظور ليظهر على قنوات التلفزة والمواقع الإخبارية ،لأن القواد يحرمون عائلات من حقوقهم الإدارية بتسلط كبير لأن المخزن ومؤسساته ورجالاته هم من يستحقون الإحتجاج وهم من يستحقون البطاقة الحمراء لأنهم إستحوذوا على مناصب الشغل التي يجب أن نملءها نحن المهجرون ،كان عليكم أيها الرفاق المحتجون أن تحتجوا على المخزن المغربي لبناء المستشفيات للمواطنين لا أن نطلب التأشيرات لتداوي في بلاد الغير فإسبانيا للإسبانيين ، كان عليكم أن تحتجوا للمطالبة بتوفير فرص الشغل لا للحصول على عقد العمل بإسبانيا فالإسبان هم الأولى للعمل ، كان عليكم أن تحتجوا لهدم معبر بني إنصار لأنه أصبح بئر من ذهب أصبح فيه الجمركيون والمخازنية برجوازيون في زمن قياسي ولكم المقارنة بين مليلية التابعة" لبوتنقيشت" وبني نصار التابعة لنا وأستحيي عندما أسمع أصوات تنادي بإرجاعها للمخزن ولو أنها أرضنا فحينما نتقدم كإسبانيا حينها نتكلم عن العودة ، كل هذا للتذكير فمساوئنا أكثر من رباعي القنصلية وغباءنا لن يستقيم إلا إذا عشنا في دول الغير . إن تلك الوقفة لم تكن في محلها وكان الأجدر أن تنظم قبالة المقهى المجاور للقنصلية لأن هناك تتواجد القنصلية الأصلية من كثرة وجود السمسرة الذي يقضون حاجيات المواطنين في دقائق وبمبالغ مالية كبيرة بينما المنحطون ينتظرون دورهم في طوابير الإنتظار ، هذا يذكرني حينما أردت أن أحصل على شهادة من قنصلية المغرب ببرشلونة من أجل المطالبة ببطاقة الإقامة المؤقتة حينها كانت تأشيرة الدخول للدراسة منتهية ،حينها أرسلوني لمخدع هاتفي مجاور لكي يتدخل لي أحد السماسرة فعدت من حيث أتيت إلى أن أتى الفرج . فكفى شر النفاق يا إخوان ،لمليح باين من الخايب نحن لم نصل بعد لمستوى الإسبان لننتقدهم أو نحتج عليهم ، حينما نصل وتكون في منطقتنا مستشفيات وعلاج بالمجان طرق تؤدي لأي منطقة جبلية بعيدة مدارس وجامعات في كل مدينة فرص عمل وفيرة ، تغيير في الأفكار والذوات ،قانون يطبق على الجميع دستور ديمقراطي .. حينها نكون غير محتاجين للقنصلية التي تربح ثلاثمئة مليون أورو من الناظور ، تم إلا حتاجينا غادي تجي معنا ، أما الآن فإنكم إما أو فيكم إن فكفى شر الله النفاق على المواطنون يوسف رشيدي [email protected]