يبدو أن عوامل كثيرة ثانية بعيدا عن المرض، كان لها وقع على قرار حكومة العثماني تمديد حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، بعد تفشي فيروس “كورونا” المستجد، رغم أن الوضع متحكم فيه مقارنة مع دول أجنية ثانية وعربية. وحسب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فإن ثلاثة أسباب كانت كفيلة بتميدية حالة الطوارئ التمديد، أولها نتيجة استهتار فئة عريضة من المجتمع الغربي، التي ضربت عرض الحائط بجميع تدابير وإجراءات الوقائية والنصائح المقدمة من قبل وزارتي الصحة والداخلية والحكومة، بالتزام بالحجر الصحي وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وعدم مخالطة الناس، والحفاط على مسافة الآمان، عن طريق الخروج إلى البحر وشوارع المدينة بحجة الملل، واستقبال الحالات التي شفيت وسط زحام وفوضى بأغلب مدن وشوارع المملكة، كما لو أن “كورونا” بات فعل ماض. ليس هذا فقط، بل السبب الثاني البؤر العائلية والصناعية التي كانت أسبابها الأنانية واللامبالاة، وعدم مسؤولية البعض، حيث أن بعض المعامل لم تحترم خطوات الوقاية، وتجاهلت أمر “كورونا” حتى سقط عشرات الأشخاص ضحية عدوى منقولة من أحد المستخدمين، ناهيك عن أفراد الأسر الذين تبدأ فترة الحجر الصحي عندهم ما بعد الخامسة مساء، إلى جانب اللقاءات والاجتماعات السرية، وأيضا خروج جميع أفراد العائلة للتبضع، علما أن الحكومة بتنسيق مع وزارة الداخلية، قررت تفويض الخروج لفرد واحد من العائلة مع ضرورة توفره على رخصة الخروج من المنزل، من أجل شراء الحاجيات الضرورية، وهو ما لم يتم احترامه من طرف المواطنين. كما شهد المغرب في بداية أزمة “كورونا”، خلال شهر مارس، مغاربة يتلاهفون على المواد الغذائية، وشراء كميات كبيرة، كما لو هذا الوضع سيطول، مع العلم أن الحكومة أعلنت عن استمرار تزويد الأسواق الوطنية بكل المواد الغذائية الضرورية، إلى جانب الدعم المالي للمواطنين المتضررين من حالة الطوارئ لمساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة. هذا، وإلى جانب كل هذه العوامل، هناك كان سبب ثالث يتمثل في تراخي بعض رجال السلطة في شهر رمضان وعدم تشديدهم الرقابة على المواطنين الذين يجولون دون حسيب ولا رقيب مما خلف انعكاسات على وضعية الوباء ببعض مدن المملكة، خاصة منها التي تتصدر جدول توزيع الحالات المؤكدة كجهة الدارالبيضاء-سطات، وجهة مراكش -أسفي، ثم جهة فاس-مكناس وبعض الجهات الآخرى، والتي رجح الكثير من المواطنين، أنها تعود لعدم الوعي بمخاطر “كورونا”. ويبقى السؤال المطروح، إلى متى سيظل هذا الاستهتار وأنانية البعض من المواطنين يشكلان خطرا على باقي المغاربة الذين يحترمون الحجر الصحي؟ وإلى متى ستستمر حكومة العثماني في تمديد الحجر الصحي بسبب خرق حالة الطوارئ الصحية وظهور البؤر؟