على إثر الأحداث التي شهدتها عدد من المدن المغربية، ليلة أمس السبت، والمثمثلة في خروج المواطنين في تحدي تام لإجراءات الحظر الصحي التي فرضتها السلطات كإجراء احترازي لمنع تفشي وباء كورونا بين المواطنين، كتب الزميل الصحافي رشيد نيني تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يصف فيها المشهد من وجهة نظره. وكتب نيني قائلا “تابعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي نموذجين من ردود الفعل العاطفية والمتهورة تجاه جائحة كورونا بالمغرب، المشهد الأول من أزقة طنجة وفاس حيث خرج مواطنون أغلبهم شباب لرفع الأدعية ضد كورونا في الشارع، في تحد سافر ومتهور لقرار الحجر الصحي المفروض على الجميع، والمشهد الثاني لسكان إحدى الإقامات المحروسة والمجهزة بكل أسباب الراحة والأمان يطلون من بلكوناتهم ونوافذهم المضاءة بأنوار شاشات هواتفهم النقالة وهم يتلون اللطيف لرفع هذا البلاء. وأوضح نيني أن المشهد الأول يجب التعامل معه بصرامة، لأنه يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة والأمن العامين وتسفيها لقانون صدر، وإذا كان لابد من توقيف واعتقال مكسري ومخالفي قرار الحجر الصحي فليكن ذلك، وإلا فإن التساهل مع مثل هذه التصرفات سيشجع شبابا آخرين في مناطق أخرى على تسفيه القانون وتكسير الحجر الصحي والنزول إلى الشوارع لتناقل العدوى. وبخصوص المشهد الثاني قال نيني “لدي كلمة واحدة أقولها بحق هؤلاء الذين يتلون اللطيف من شرفات نوافذهم المطلة على المسبح، وهي أن الله عز وجل سيسمع دعواتهم وابتهالاتهم في صلواتهم وخلواتهم داخل بيوتهم المغلقة. وتابع قائلا “إذا أرادوا تقليد ما يحدث في أوروبا من تصفيق من النوافذ للأطر الطبية لتشجيعها فليس في ذلك حرج، إلا أن الصلاة والدعاء والابتهال إلى الله في هذه الظروف سيكون أحسن لو كان في الخلوة وفي جوف الليل، مضيفا أن “أحسن الدعاء ما كان بالليل والناس نيام، وأحسن الصلاة ما كانت سرًا بينك وبين خالقك لا يعلمها إلا هو”. وخلص نيني في تدوينته بالإشارة إلى أن البلد محتاجة هذه الأيام للهدوء والسكينة والإنصات إلى نفسها قليلا بعيدا عن الصخب واللغط والهرج والشعارات الجماعية الجوفاء التي لا تسعف محتاجا ولا توفر دواء لمريض أو مالا لمحتاج.