دشن الملك محمد السادس يوم الاثنين المنصرم المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، وذلك في إطار استراتيجية للنهوض بكرة القدم في المغرب، وتفعيلا لرسالته السامية للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بتاريخ 24 أكتوبر 2008، التي قال فيها آنذاك “إن غيرتنا على قطاع الرياضة، تجعلنا نحثكم على أن تجعلوا هذه المناظرة قوة اقتراحية تصدر عنها توصيات وجيهة واقتراحات عملية تكون في مستوى التحديات التي تواجه رياضتنا الوطنية وتستجيب لتطلعات الجماهير الشعبية ومواطنينا، في الداخل كما الخارج، للمزيد من الإنجازات والبطولات”. وفي هذا الصدد، أكد منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، في تصريح ل”برلمان.كوم”، أن هذه الاستراتيجية، تنبني على خلق جو من الاحتراف في كرة القدم المغربية ردا على النتائج المخيبة التي سجلت قبل سنوات، بالإضافة إلى تقوية البنية التحتية والتكوين وبحث سبل الرفع من قيمة التمويل، علما أنه تم إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ المشاريع والأوراش الكبرى، لولوج عالم الاحتراف سنة 2009 من قبل علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سابقا، تنفيذا للإشارة الملكية التي تمت تلاوتها في المناظرة المذكورة. وأضاف اليازغي أن “المركز تم تشييده على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 29,3 هكتارا، استضافة لتحضيرات المنتخبات الوطنية، والمنتخبات الوطنية الأجنبية الراغبة في إجراء معسكراتها الإعدادية بالمغرب، معتبرا أن هذا سيساعد المملكة بأن تكون رافعة للتنمية السياحية الوطنية”. وأفاد اليازغي أن المركز يستجيب لمعايير (الفيفا) في مجال الطب الرياضي، لما يشمله من قاعات للعلاج الفيزيائي، وتقييم جهاز القلب والتنفس، وطب الأسنان، وطب العيون، وطب العظام والمفاصل، والطب النفسي، وطب الأقدام، وطب التغذية، والفحص بالأشعة والفحص بالصدى، والعلاج الكهربائي وقياس كثافة العظام، والعلاج بالتبريد، فضلا على وحدة طبية للمستعجلات، قد تمكن كبار نجوم الكرة في العالم الخضوع لفحوصات طبية فيه بداية كل موسم كروي. وأشار منصف في نفس التصريح، إلى أن “المغرب يسير في اتجاه ألا يقتصر تواجد مثل هذه المراكز بمدينة أو اثنتين بل يفترض أن تتواجد بمختلف المدن المغربية”، مضيفا أنه يرتقب إحداث خمسة مراكز سيتم احتضانها من قبل أندية ثانية كالرجاء والوداد ونهضة بركان، والمغرب التطواني، كما سيتم إنشاء مراكز على المستوى الجهوي لتستفيد منه باقي ربوع المملكة”، متابعا بالقول “يتوجب إذا كان الاهتمام بكرة القدم بحكم أنها الرياضة الأكثر شعبية في المغرب، وتحمل أكبر عدد من الرخص والتي وصل عددها حوالي 70 ألف رخصة ضمن الجامعة الملكية لكرة القدم، أن يتم إنشاء مراكز لباقي الرياضات الأخرى لتكون هناك تنمية رياضية شاملة”. يذكر أن الملك محمد السادس، دشن يوم الإثنين الماضي، بمقاطعة احصين بسلا على تدشين المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، بعد تحديثه وإعادة بنائه، وتفضل بإطلاق اسمه الشريف عليه “مركب محمد السادس لكرة القدم”.