اعترافا بمجهوداته المبذولة في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب، وشحت إسبانيا للمرة الثانية عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوسام الاستحقاق “الصليب الأكبر” للحرس المدني، وذلك بعد مصادقة مجلس الوزراء الإسباني على مرسوم ملكي خصص لهذا التوشيح بناء على اقتراح من وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا. وجاء توشيح الحموشي الذي يصفه البعض ب”عين المملكة التي لا تنام” تأكيدا على التقدير الذي يحمله المسؤولون الإسبان وعلى رأسهم العاهل الإسباني، للدور الذي يقوم به الرجل في سبيل تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، حيث سبق وأن منحت إسبانيا الحموشي سنة 2014، وسام “الصليب الشرفي” للاستحقاق الأمني بتميز أحمر. وفي هذا السياق، قال "محمد أكضيض"، الخبير الأمني في تصريح ل"برلمان.كوم" إن توشيح الحموشي هو توشيح للمغاربة وتوشيح للذكاء الاستخباراتي المغربي، فالحموشي رجل موهبة ورجل علاقات ويتميز بذكاء استخباراتي عالي الجودة، ويجب أن نفتخر بذلك، مضيفا أن التوشيح جاء بعد عمل مشترك مع دول الجوار وخاصة إسبانيا في مجال الإرهاب، حيث جنَّبها غير ما مرة "حمامات الدم"، ناهيك عن العمليات التي لم تخرج إلى العلن. وتابع الخبير والإطار الأمني المتقاعد، أن إسبانيا رغم أنها تملك خبرة في مجال الاستخبارات ومجال تدبير العمليات ضد الإرهاب، لكن الحموشي منحها قيمة مضافة وأعطاها كل هذا الذكاء والموهبة التي يتمتع بها ضمن فريق عمله، وهذا ما جعل إسبانيا في نهاية الأمر تعترف في أكثر من مرة، عن طريق توشيحه. وأضاف "أكضيض" أن جل المغاربة على علم بأن الاستخبارات المغربية والمكتب المركزي للأبحاث القضائية كانا ولازالا ضمانة داخلية لإحباط مجموعة من العمليات الإرهابية التي كانت ستفتك بالمغاربة، وهو ما يلاحظ بأن المغاربة يعيشون في أمن وأمان ويتجولون بحرية دون مخاوف أمنية في جميع ربوع المملكة. وأشار "أكضيض" إلى أن التوشيح يعبر على أن الشعب الإسباني ممتن للحموشي لدعم إسبانيا في محاربة الجريمة الإرهابية، وهذا يعني أن الدولة الإسبانية تنحني اعترافا بعمل الرجل الذي أعطى الأمان للإسبان. وأضاف المتحدث، أن المغاربة ممتنون لإسبانيا بهذا الاعتراف الذي سيرفع معنويات فريق عمل الحموشي داخل وخارج المغرب كمدرسة متمرسة في الاستخبارات. وفي ذات السياق، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في تصريح ل”برلمان.كوم“، إنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها توشيح الحموشي، فقد سبق توشيحه سنة 2014 من طرف إسبانيا، وهذا يدخل في إطار العلاقات الاجتماعية بين الرباط ومدريد والتنسيق الأمني فيما يتعلق بمسألة محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات. وأوضح الحسيني، أنه من المعلوم أن المغرب يقوم بدور كبير في تفكيك الخلايا الإرهابية قبل أن تقوم بمباشرة نشاطها، وهذا يدخل في إطار الاستراتيجية الاستباقية التي اعتمدتها المملكة في هذا الميدان، كذلك فيما يتعلق بتبادل المعلومات، ونحن نعلم أن المصالح الأوروبية بشكل عام والإسبانية بشكل خاص، تتلقى دعما قويا من طرف الأجهزة المغربية في هذا المجال؛ وبالتالي فإن هذا التعاون في السنوات الأخيرة أخذ أبعادا جديدة؛ ليس فقط في ما يخص محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، بل كذلك فيما يتعلق بقضايا الهجرة غير القانونية، خاصة وأن المغرب أصبح منفذا أساسيا لهذا النوع من الهجرة لبلدان ما وراء جنوب الصحراء. واعتبر ذات المتحدث، أن هذا النوع من التعاون هو متعدد الجهات ومتعدد الآفاق على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وكان حافزا قويا لتوسيم ليس فقط مدير الأمن عبد اللطيف حموشي، بل تم كذلك توشيح الجنرال دو كور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، ونحن نعلم أن هذه الأجهزة الأمنية تشتغل بشكل مشترك. جدير بالذكر، أن الحكومة الفرنسية بدورها كانت قد كرمت عبد اللطيف الحموشي، مدير المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوسام استحقاق من درجة ضابط جوق الشرف، والذي منحه إياه برنار كازنوف، وزير الداخلية، كما سبق أن تم توشيحه عام 2011 بوسام من درجة فارس. وفي 29 نونبر 2016 اختارته “ماروك إبدو أنترناسيونال" (شخصية العام)، وذلك عرفانا منها بمجهوداته في مجال الأمن ولكونه الشخصية الأكثر تمثيلية لمهمة أساسية وحيوية، وأيضا للانتصارات التي حققها رجاله في مجال الحرب على الإرهاب التي أصبحت محط أنظار وحديث العالم. ++ الصورة من الارشيف