عمق الاتحاد الأوروبي جراح جبهة البوليساريو ومن يدور في فلكها، بعد ساعات قليلة من تحذير الحكومة الإسبانية مواطنيها من السفر إلى مخيمات تندوف، بسبب وجود تهديد حقيقي ووشيك؛ إذ خيب رد الاتحاد الأوروبي أفق انتظار جبهة البوليساريو بعد تأكيده يوم الجمعة الماضي، على أن توشيح المسؤولين الأمنيين المغاربة من قبل الحكومة الإسباني هو قرار سيادي يخص الدولة المانحة. مع ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه هذا لا يؤثر على علاقاته مع المغرب واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان. في هذا الصدد، وجه بيرناندو برينا، النائب الأوروبي عن حزب بيلدو الباسكي الإسباني، سؤالا كتابيا، يوم 24 شتنبر الماضي، إلى وزيرة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيرني، والذي تتوفر “أخبار اليوم” على نسخة منه، يستفسرها حول موقف الاتحاد الأوروبي من توشيح عبد اللطيف الحموشي، الذي يجمع بين منصبي مدير المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، من قبل إسبانيا، رغم أن منظمة العفو الدولية سبق ووجهت له تهمة “التعذيب”، كما أنه رفض المثول أمام القضاء الفرنسي، على حد زعم البرلماني الأوروبي. لكن موغيرني، التي خلفها الإسباني جوزيف بوريل في منصب وزير الخارجية الأوروبي، يوم أمس الأحد، أكدت في ردها قائلة: “منحت إسبانيا مؤخرا وسام الاستحقاق “الصليب الأكبر” للحرس المدني الإسباني إلى عبد اللطيف الحموشي ومحمد حرمو (قائد الدرك الملكي) في إطار التعاون بين المملكة الإسبانية والمملكة المغربية في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة”؛ وتابعت “منح هذه الأوسمة من قبل دولة عضو في الاتحاد، وهو قرار سيادي، لا يؤثر على موقف الاتحاد الأوروبي بخصوص الصحراء الغربية واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهما عنصران جوهريان في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وأيضا في علاقاته مع المغرب”. وأردفت موغيرني أن “الاتحاد الأوروبي يحافظ على دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، والذي ينظر إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية في إطار الاتفاقيات المنسجمة مع مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة”. وكانت الدولة الإسبانية عادت من جديد، منتصف شتنبر الماضي، لتوشيح الحموشي للمرة الثانية في خمس سنوات. ونُشر حينها في الجريدة الرسمية الإسبانية أن حكومة تصريف الأعمال الاشتراكية بقيادة بيدرو سانتشيز، وباقتراح من وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، وافقت على توشيح الحموشي بوسام الاستحقاق “الصليب الأكبر” للحرس المدني الإسباني. علما أنه في فبراير 2014، وشحت الحكومة الإسبانية اليمينية الحموشي بصليب الاستحقاق الأمني بشارة حمراء، وهو أحد أكبر الأوسمة الشرفية التي تمنح للشخصيات الأجنبية. مصادر إسبانية كشفت ل”أخبار اليوم” أن توشيح الحموشي للمرة الثانية من قبل إسبانيا ليس مفاجئا، نظرا إلى التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي الكبير والمتقدم جدا بين المؤسستين التي يشرف عليهما ونظيراتها الإسبانية، لاسيما في مجالات محاربة الإرهاب وشبكات تهريب المهاجرين والمخدرات..