تتعدد أنواع الموسيقى والرقصات في المغرب خاصة التقليدية الشعبية، بتعدد جهاته وثقافاته المختلفة، وتحظى بعض هذه الموروثات باهتمام وتطوير من أجل نقلها إلى الأجيال القادمة، فيما تبقى بعضها مجرد فولكلور مناسباتي مهدد بالانقراض. وتعد رقصة “تاسكوين” التقليدية لأمازيغ المغرب، فنا من فنون هز الأكتاف وموروثا من بين الموروثات الشعبية المهددة بالزوال لولا تدخل المغرب، بطلب عاجل من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم، المعروفة اختصارا ب”اليونيسكو” لضم الرقصة إلى قائمة الثراث اللامادي من أجل ضمان استمرارها وتناقلها بين الأجيال في منطقة الأطلس الكبير، خصوصا في الدواوير المجاورة لإقليم تارودانت. ورقصة “تاسكيوين” هي رقصة رجالية- إلا أنه بالإمكان مشاركة الفتيات الصغيرات بالرقص والغناء- استمدت من قرن الخروف الذي يسمى بالأمازيغية “تيسكيت”، ويثبته كلّ راقص على كتفه قبل أن يتم هز الأكتاف على إيقاعات قرع الطبول والمزامير و”البنادير والطعاريج” في عرض مسرحي موسيقي متناغم يؤدونه بخطوات مدروسة على أشكال فنون الحرب والقتال. وتتكون الفرقة من عشرة رجال على الأقل يرتدون جميعهم “فوقية” بيضاء يتوسطها حزام مطروز باليد، وعمامة باللون الأبيض و”الشْربيل” أو ما يعرف ب”البْلغة باللون الأصفر، ويحملون خلالها قرون الخرفان والأشرطة الحمراء كما يحملون خناجر في أغمادها، قد يشهرونها مع كل تذكير أو دلالة لملاحم البطولة والشجاعة. وتؤدى الرقصة على شكل دائرة مغلقة، ترتكز على عدة قوانين أهمها وجود الرجال في الصف الأول الذين يزيد عددهم عن العشرة رجال، في إشارة إلى وجوب تماسك القبيلة ونكران الذات من أجل اتحاد ومصلحة الجماعة.